Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 23-23)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ } ؛ بالصبرِ عند المصائب ، والشُّكرِ عند النِّعَمِ ، لأنَّ العاقلَ إذا عَلِمَ الذي فاتَهُ كان مكتوباً عليه ، دعاهُ ذلك إلى تركِ الْجَزَعِ ، وكانت نفسهُ أسكنَ وقلبهُ أطيبَ ، وإذا عَلِمَ أنَّ الذي أتاهُ من الدنيا كان مَكتوباً له قبلَ أن يصيرَ إليه ، وأنه لا يبقَى عليه ، دعاهُ ذلك إلى تركِ النظرِ . قرأ أبو عمرو ( أتَاكُمْ ) بالقصرِ ؛ أي جاءَكُم ، واختارَهُ أبو عُبيد لقوله ( فَاتَكُمْ ) ولم يقل : أفَاتَكُمْ ، وقرأ الباقون ( آتَاكُمْ ) بالمدِّ ؛ أي أعطَاكُم ، واختارَهُ أبو حاتم ، وكان الحسَنُ يقولُ لصاحب المال : ( فِي مَالِهِ مُصِيبَتَانِ لَمْ يَسْمَعِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ بمِثْلِهَا : يُسْلَبُ عَنْ كُلِّهِ وَيُسْأَلُ عَنْ كُلِّهِ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } ؛ فيه ذمٌّ للفرحِ الذي يختالُ ويبطرُ بالمالِ والولدِ والولايةِ .