Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 11-12)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ } ؛ يعني عبدَالله بنَ أُبَيٍّ وأصحابَهُ ، ومعنى { نَافَقُواْ } أي أظهَرُوا خلافَ ما أضمَرُوا ، { يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } ؛ وهم بنُو قريظةَ وبنو النضِير ، سَمَّاهم إخوَانَهم لأنَّهم كفارٌ مثلَهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ } ؛ أي لئن أخرِجتُم من دياركم ؛ أي لغربة { لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ } ؛ أي لا نُسَاكِنُ مُحَمَّداً ، { وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً } ؛ ولا نطيعهُ على قتالِكم ، { وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ } ؛ فإنْ قاتَلَكم مُحَمَّدٌ وأصحابهُ ، لنُعاونَنَّكم عليه حتى تكون أيدِينا يَداً واحدةً في المقاتَلة حتى نغلِبَهم ، وعَدُوهُمْ أنَّهم ينصرونَهم ، فكذبَهم اللهُ في ذلك بقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } في مُقاتَلتِهم ، وقد بانَ كذِبهُم في ما نزلَ ببني النَّضيرِ من الجلاءِ وفيما أصابَ بني قريظةَ من القتلِ . ثم ذكرَ اللهُ أنَّهم يُخلِفُونَهم ما وَعَدُوهم من الخروجِ والنصرِ ، فقال تعالى : { لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ } ؛ فكان الأمرُ على ما ذكرَ اللهُ تعالى ؛ لأنَّهم أُخرِجُوا من ديارهم فلم يخرُجْ معهم المنافقون ، وقُوتِلُوا فلم يَنصُرونهم أظهرَ اللهُ كَذِبَهم وأبانَ صِدْقَ ما قَالَ اللهُ تَعَالَى . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } ؛ معناهُ : ولئن قُدِّرَ وجودُ نصرِهم ؛ لأن ما نفاهُ الله لا يجوزُ وجودهُ ، قال الزجَّاجِيُّ : ( مَعْنَاهُ : لَوْ قَصَدُوا نَصْرَ الْيَهُودِ لَوَلَّوا الأَدْبَارَ مَهْزُومِينَ ) . { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } يَعْنِي بَنِي النَّضير لا يُصِيرون مَنصُورين إذا انْهزَمَ ناصِرُوهم .