Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 14-14)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ } ومعناهُ : لا يُقاتِلُونَكم بنو قُريظةَ إلاَّ في حُصُونٍ موَثَّقةٍ أو من خَلفِ جِدَارٍ ، لِمَا قذفَ اللهُ في قلوبهم الرُّعبَ ، ولا يُقاتلونَكم مبارزةً . قرأ ابنُ عبَّاس ومجاهدُ وابن كثير وأبو عمرٍو ( أوْ مِنْ وَرَاءِ جِدَارٍ ) بالألفِ على الواحد . ويَروي بعضُ أهلِ مَّكة ( جَدْرٍ ) بفتحِ الجيم وجزمِ الدال وهي لغةٌ في الجدار ، وقرأ يحيى بن وثَّاب ( جُدْرٍ ) بضم الجيم وجزمِ الدال ، وقرأ الباقون بضَمِّهما . قَوْلُهُ تَعَالَى : { بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ } ؛ يعني بُغْضُهم وعداوةُ بعضِهم لبعضٍ شديدٌ ، وبينهم مخالفةٌ وعداوة عظيمةٌ ، { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً } ؛ أي تحسَبُهم متَّفقين على أمرٍ واحد بنِيَّات مجتمعةٍ إذا قاتَلُوا المؤمنين ، { وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ } ؛ أي متفرِّقةٌ لا يتعاوَنون لمعاداةِ بعضهم بعضاً ، وإنْ أظهَرُوا الموافقةَ ، والمعنى : أنَّهم مختَلِفُون لا تستوِي قلوبُهم ولا نيَّاتُهم لأنَّ اللهَ خذلَهم ، { ذَلِكَ } ؛ الاختلافُ ، { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ } ؛ ما فيه الحظُّ لهم ولا يعقِلُون الرُّشدَ من الغيِّ .