Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 108-108)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ } ؛ وذلك حينَ قالَ اللهُ تعالى : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } [ الأنبياء : 98 - 99 ] قال المشرِكونَ : لئن لَمْ تَنْتَهِ يَا مُحَمَّدُ عن سَب آلِهَتنا وعَيْبها لَنَسُبَّنَّ إلهكَ الذي تعبدهُ ، فأنزلَ اللهُ تعالى هذه الآيةَ . أي لا تَسُبُّوا معبودَهم الذي يعبدونَه من دون اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً وظُلْماً . ونُصبَ ( عَدْوًا ) على المصدر ؛ أي يَعْدُونَ عَدْواً . ويقال : نُصِبَ على إرادة اللام ؛ أي يَسُبُّونَ بالعَدْو . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي بجَهْلِهِمْ يحملهم الغَيْظُ على أن يَسُبُّوا معبودَكم . وفي هذا دليلٌ على أن الإنسانَ إذا أراد أن يَأْمُرَ غيرَه بالمعروفِ ، ويَعْلَمُ أنَّ المأمورَ يقعُ بذلك فيما هو أشدُّ مِمَّا هو فيه من شَتْمٍ أو ضربٍ أو قَتْلٍ ، كان الأَََولى أن لا يَأْمُرُهُ ويتركه على ما هو فيهِ . وقرأ بعضُهم : ( عَدُوًّا بغَيْرِ عِلْمٍ ) أي أعْدَاءً ؛ نُصبَ على الحالِ . وقال قتادةُ : ( كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَسُبُّونَ أصْنَامَ الْكُفَّار ، فَنَهَاهُمُ اللهُ تَعَالَى عَنْ ذلِكَ لِئَلاَّ يَسُبُّوا اللهَ ، فَإنَّهُمْ قَوْمٌ جَهَلَةٌ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ } ؛ أي كما زيَّنا لك دِينَكَ وعملَكَ ؛ زَيَّنَّا لَهم دينَهم وعملَهم ، { كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ } الذي يعملونَه بمَيْلِ الطَّبائِع إليهِ مُجَازَاةً لَهم على فِعْلِهِمْ ، كما قالَ تعالى : { بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ } [ النساء : 155 ] . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ } ؛ أي مصيرُهم ومُنقلبَهم إلى اللهِ تعالى ، { فَيُنَبِّئُهُمْ } ؛ فيجزِيَهم ؛ { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ؛ في الدُّنيا .