Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 114-114)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً } ؛ وذلك أن نَفَراً من أهلِ مكَّةَ قالوا : يَا مُحَمَّدُ ؛ اجْعَلْ بينَنا وبينكَ حَكَماً من اليهودِ والنَّصارى ، فإنَّهم قرأوا الكُتُبَ قبلكَ . فأنزلَ اللهُ هذه الآيةَ . ومعناها : قُلْ لَهم يَا مُحَمَّدُ : أفَغَيْرَ اللهِ أطلبُ رَبّاً ومعبوداً يُسَاوِي حُكْمُهُ حُكْمَ اللهِ ؛ فأجعلهُ حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أنزلََ إلَيْكُمْ القرآن مُفَصَّلاً مبيَّناً أمرَهُ ونَهْيَهُ بلغةٍ تَعرفونَها . ويقالُ : مُتَفَرِّقاً سورةً سورةً ؛ وآية آيةً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } ؛ أي التَّوْرَاةَ ؛ هم عَبْدُاللهِ بْنُ سَلاَمٍ وأصحابُه ؛ { يَعْلَمُونَ أَنَّهُ } ؛ أي الْقُرْآنُ ؛ { مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ } ؛ بما تقدَّم لَهم من البشَارَةِ في كُتُبهِمْ بأنَّ الله يبعثُ في آخِرِ الزمانِ نَبِيّاً من ولْدِ إسماعيلَ ، ويُنَزِّلُ عليه الْقُرْآنَ . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { بِٱلْحَقِّ } ؛ أي بمَا أقام لَهم من البراهينِ على ذلك . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } ؛ أي لا تَكُونَنَّ يا مُحَمَّدُ من الشَّاكِّيْنَ في أنَّهم يعلمونَ ذلك . ويقالُ : هذا خطابٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والمرادُ به غيرُه ، كأنه قال : لا تَكُونَنَّ أيها الجاهلُ بأَمْرِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم من الشَّاكِّينَ في أمرهِ . وقرأ الحسنُ والأعمش وابنُ عامرٍ وحفصُ : ( مُنْزَّلٌ ) بالتشديدِ من التَّنْزِيْلِ ؛ لأنه أنْزِلَ نُجُوماً مرَّةً بعد مرَّةٍ ، وقرأ الباقونَ بالتخفيفِ من الإنْزَالِ .