Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 116-117)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } وذلك أنَّ أهلَ مكَّةَ كانوا يستحلُّون أكلَ الميتةِ ، ويَدعُونَ المسلمين إلى أكلِها ، وكانوا يقولون : إنَّما ذلك ذبحُ اللهِ ؛ فهو أحَلُّ مِمَّا ذبحتُم أنتم بسكاكينكُم ، فأنزلَ اللهُ تعالى هذه الآيةَ . ومعناها : إن تُطِعْ - يا مُحَمَّد - أكثرَ مَن في الأرض يصرفونَكَ عن دِيْنِ الله ، وإنَّما قال : { أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ } لأن أكثرهَم كفَّار ضُلاَّلٌ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } ؛ معناه : إن أكثرُهم يتَّبعونَ أكَابرَهُمْ بالشَّكِّ ؛ يتبعونهم فيما يعملون " ويظنون " أنَّهم على الحق ، وإنَّما يعذبون على هذا الظنِّ ؛ لأنَّهم اقْتَصَرُوا على الظَّنِّ والجهلِ واتَّبَعُوا أهواءَهم ، { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } ؛ أي ما هم إلا يَكْذِبُونَ في قولِهم : ما قَتَلَ اللهُ أحقُّ أن تأكلوهُ مِمَّا قَتَلْتُمْ بسكاكينِكم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ } ؛ أي عن دِيْنِ الإسلامِ وشرائعهِ ؛ { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } ؛ بمُحَمَّدٍ والإسلامِ ، وإنَّما قال : { أَعْلَمُ } لأنَّ الله تعالى يعلمُ الشيءَ من كلِّ جهاتهِ ، وغيرُه يعلمُ الشيءَ من بَعْضِ جهاتهِ .