Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 139-139)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنْعَٰمِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَٰجِنَا } ؛ أي قالَ أهلُ الجاهليَّةِ : إنَّ الأجِنَّةَ التي في بُطُونِ هذه الأنعام - التي زَعَمُوا أنَّهَا لأوثانِهم - إذا انْفَصَلَتْ عن الأمَّهاتِ ؛ فهي حلالٌ لرجالِنا منافعُها وألبانُها ، ومُحَرَّمٌ على نسائِنا ما دامَت تلكَ حَيَّةً . وأمَّا تأنيثُ الـ ( خَالِصَةٌ ) ؛ فعلى معنَى : سَأَلَهُمْ . قال جماعةٌ : مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأنْعَامِ أو الأنعامِ التي في بُطُونِ هذهِ الأنعامِ . وأما تذكيرُ قولهِ : { وَمُحَرَّمٌ } فلأنهُ مردودٌ على لفظِ ( مَا ) . وقرأ الأعمشُ : ( خَالِصٌ لِذُكُورنَا ) بغيرِها ، وردَّهُ إلى ( مَا ) . ومَن نَصَبَ ( خَالِصَةً ) فعلى القَطْعِ ؛ تقديرهُ : مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأنْعَامِ لِذُكُورنَا خَالِصاً . وقرأ ابنُ عبَّاس : ( خَالِصَةٍ ) بالإضافةِ إلى الهاء . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن يَكُن مَّيْتَةً } ؛ أي قالُوا : وَإنْ تَكُنْ أجنَّةُ هذه الأنعام ميتةً ؛ { فَهُمْ فِيهِ شُرَكَآءُ } ؛ الرِّجَالُ النساءُ . قرأ أبو جعفرٍ وابنُ عامرِ : ( وَإنْ تَكُنْ ) بالتاء ( مَيْتَةٌ ) بالرفعِ على معنى وإنْ يَقَعْ . وقرأ ابنُ كثيرٍ كذلكَ إلا أنه بالياء ، وقرأ أبو بكرٍ التاء ( تَكُنْ مَيْتَةً ) بالنصب على معنى : وإن تكن الأجنةُ ميتةً . وقرأ الباقون ( يَكُنْ ) بالياء والنصب ، وردُّوه إلى ما يؤيِّدُ ذلكَ قولهُ : { فَهُمْ فِيهِ شُرَكَآءُ } ولم يقل : فيها . قَوْلُهُ تَعَالَى : { سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ } ؛ أي سَيَجْزِيَهِمْ في الآخرةِ بوَصْفِهِمْ الذي وَصَفُوا في هذه الأنعامِ ، إلا أنهُ لَمَّا حذفَ الباءَ انتصبَ ، ويجوزُ أن يكون معناه : سَيَجْزِيُهِمْ جَزَاءَ وَصْفِهِمْ ، إلا أنهُ حذف الجزاءَ ، وأجرى إعرابَهُ على ( وَصْفَهُمْ ) ، { إِنَّهُ حِكِيمٌ } ؛ في مجازاتهم ؛ { عَلِيمٌ } ؛ بمقدار جزائهِم . والمعنى : سيجزيهم على وَصْفِهِمُ الكذبَ على اللهِ .