Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 162-163)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ؛ أي قُلْ لَهم يا مُحَمَّدُ : إنَّ صلاتِي بعدَ الصَّلواتِ الخمسِ المفروضة ، { وَنُسُكِي } أي طَاعَتِي ، وأصلُ النُّسُكِ : كُلُّ مَا يُتَقَرَّبُ بهِ إلَى اللهِ تَعَالَى ، ومنه قولُهم لِلْعَابدِ : نَاسِكٌ . وقال ابنُ جبير : ( مَعْنَاهُ : { وَنُسُكِي } فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ للهِ رَب الْعَالِميْنَ ) . ويقالُ : أراد بالصلاةِ صلاةَ العِيْدِ ، وبالنُّسُكِ الأضْحِيَةَ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } أي وَحَيَاتِي ومَوتِي للهِ رب الخلائقِ كلِّهم . وإنَّما أضافَ الْمَحْيَا والْمَمَاتَ إلى الله وإن لم يكن ذلكَ مِمَّا يُتقَرَّبُ به إليهِ ؛ لأن الغرضَ بالآية التَّبَرُّئَ إلى اللهِ تعالى من كلِّ حَوْلٍ وقُوَّةٍ والإقرارَ له بالعبوديَّة . وَقِيْلَ : المرادُ بذلك أنَّ الله تعالى هو الْمُخْتَصُّ بأن يُحْييهِ ويُميتَهُ ؛ لا شريكَ له في ذلك . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ } ؛ أي أمَرَنِي بذلك ، { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } ؛ أي أوَّلُ مَنِ استقامَ على الإيْمان من أهلِ هذا الزمان . قرأ أهلُ المدينة : ( وَمَحْيَايْ ) بسكون الياء . وقرأ الباقون بفتحِها كَيْلاً يجتمعَ سَاكِنَانِ . وقرأ السلميُّ : ( وَنُسْكِي ) بإسكانِ السِّين . وعن أنس رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؛ " أنَّهُ قَرَّبَ كَبْشاً أمْلَحَ أقْرَنَ ؛ فَقَالَ : " لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ وَاللهُ أكْبَرُ ؛ إنَّ صَلاَتِي وَنُسْكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي للهِ رَب الْعَالَمِينَ ، لا شَرِيكَ لَهُ " الآيةُ ، ثمَّ ذَبَحَ فَقَالَ : " شَعْرُهُ وَصُوفُهُ فِدَاءٌ لِشَعْرِي مِنَ النَّار ، وَجِلْدُهُ فِدَاءٌ لِِجِلْدِي مِنَ النَّارِ ، وَعُرُوقُهُ فِدَاءٌ لِعُرُوقِي مِنَ النَّار " فَقَالُواْ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ هَنِيْئاً مَرِيْئاً ؛ هَذا لَكَ خَاصَّةً ؟ فَقَالَ : " لاَ ؛ بَلْ لأُمَّتِي عَامَّةً إلَى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، أخْبَرَنِي بذلِكَ جِبْرِيلُ عليه السلام عَنْ رَبِي عَزَّ وَجَلَّ " " .