Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 63, Ayat: 4-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } ؛ أي في صحَّة أجسامِهم وحُسنِ مَنظَرِهم ؛ لأنَّهم يكونون على صُورةٍ حَسنة ، وكان عبدُالله بن أُبَي رجُلاً فَصِيحاً لَسِناً ، وكانوا إذا قالُوا شَيئاً أصغَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم لِحُسنِ كلامِهم ، ولهذا أُدخلت اللامُ في { تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } ، ويجوزُ أن يكون معناه : إلى قولِهم . قَوْلُهُ تَعَاَلَى : { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } ؛ فيه بيانٌ في تركِ التفهُّم والاستبصار بمنْزِلة الْخُشُب الْمُسَنَّدَةِ إلى الجدار ، لا ينتفعُ إلاَّ بالنظرِ إليها ، والْخُشُبُ لا أرواحَ فيها ولا تعقلُ ولا تفهمُ ، وكذلك المنافقون لا يَسمعون الإيمانَ ولا يعقلونَهُ . و ( الْمُسَنَّدَةُ ) الْمُمَالَةُ إلى الجدار ، ويُقرأ ( خُشُبٌ ، وَخُشْبٌ ) بجزم الشِّين ، ومنها . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } ؛ أي يظُنُّون مِن الْجُبنِ والخوفِ أنَّ كلَّ مَن خاطبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فإنما يُخاطِبهُ في أمرِهم وكشفِ نفاقهم . ويقالُ : لا يسمعون صَوتاً إلاَّ ظنُّوا أنْ قد أتوا ( فإذا نادَى مُنادٍ في العسكرِ ، وانفلَتَتْ دابَّة ، أو أنشِدَتْ ضالَّةٌ ، ظنُّوا أنُّهم يُرَادُون مما في قلوبهم من الرُّعب ) أنْ يكشفَ اللهُ أسرارَهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { هُمُ ٱلْعَدُوُّ } ؛ ابتداءُ كلامٍ ، والمعنى : هُمْ على الحقيقةِ العدوِّ الأدنَى إليكَ ، { فَٱحْذَرْهُمْ } ؛ يا مُحَمَّدُ ولا تَأْمَنْهُمْ وإنْ أظهَرُوا أنَّهم معكَ ، ولا تُطلِعْهُمْ على سرِّكَ كأَنَّهم عيونٌ لأعدائِكَ من الكفَّار . قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } ؛ أي لعَنَهم اللهُ وأخزَاهم وأحَلَّهم محلَّ مَن يقاتلهُ عدُوّاً قاهراً له ، { أَنَّى يُؤْفَكُونَ } أي يُصرَفُون من الحقِّ إلى الباطلِ .