Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 64, Ayat: 14-14)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ } ؛ وذلك أنَّ الرجُلَ كان لا يستطيعُ أن يهاجرَ مع أزواجهِ وأولاده ، وكان إذا أرادَ أن يُهاجر بنفسهِ تعلَّقت به امرأتهُ وأولاده وقالوا له : إلى مَن تدَعُنا ؟ نُنشِدُكَ اللهَ أن تجلِسَ وتدعَ الهجرةَ ، فأنزلَ اللهُ هذه الآيةَ بالمدينةِ ، ينهَاهُم عن ذلك ويحذِّرُهم طاعةَ الأزواجِ والأولادِ في معصية الله ، وذلك قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ } . ودخول ( مِنْ ) هنا يدلُّ على أنه ليس جميعُ الأزواجِ والأولاد عدُوّاً ، وإنما منهم من يحبُّ هلاكَكُم ليرثَ مالَكم ، وأيُّ عدُوٍّ أعدَى ممن يحبُّ موتَكَ لمنفعةِ نفسه ، ومنهم من يحملُوكم على أنْ تَعصُوا اللهَ بأخذِ غيرِ الواجب ، ويمنعُ الواجبَ لمنفعةٍ ترجعُ إليهم ، ومعنى قولهِ تعالى { فَٱحْذَرُوهُمْ } أي فاحذرُوا أن تُطِيعُوهم وتدَعُوا الهجرةَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وذلك أنَّ الرجُلَ كان إذا أرادَ الجهادَ والهجرة عرضَ على امرأتهِ وقَرائِبه إذا أبَوا عليه أقسَمَ أنْ لا يُنفِقَ عليهم ، فإذا عادَ كفَّ عن النفقةِ ليَمِينهِ ، فقيل لَهم : { وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ } أي وإنْ تَعفُوا عنهم وتُجاوزُوا عن صَدِّهم إياكم ، وتَغفِرُوا ذُنوبَهم بعدَ ما رجَعتُم وبعدَ ما اجتَمَعتُم في دار الهجرة ، ولم تُكافِؤُوهم عن سوءِ ما فَعلوهُ ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } يغفرُ لَكم كذلكَ كثيراً من ذُنوبكم . وَقِيْلَ : معنى الآية : إنَّ الرجل من هؤلاءِ إذا رأى الناسَ قد سبَقوهُ إلى الهجرةِ وتفَقَّهوا في الدِّين همَّ أن يُعاقِبَ زوجتَهُ وأولادَهُ الذين يُبطِئونَهُ عن الهجرةِ ، وإنْ لَحِقُوا به في الهجرةِ لم يُنفِقْ عليهم ، فأنزلَ اللهُ تعالى { وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .