Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 3-3)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً } ؛ يعني إسرارَهُ إلى حفصةَ ، فلمَّا أخبرت عائشةَ به أطلَعَ اللهُ نَبيَّهُ عليه السلام على ذلك . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ } ؛ " وذلك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَمَا رَأى الْكَآبَةَ فِي وَجْهِِهَا وَالْغَيْرَةَ أسَرَّ إلَيْهَا شَيْئَيْنِ : تََحْرِيمُ الْجَاريَةِ ، وَقَالَ : " أُخْبرُكِ يَا حَفْصَةُ أنَّ أبَاكِ وَأبَا بَكْرٍ سَيَمْلِكَانِ أُمَّتِي بَعْدِي " فلمَّا أظهرَهُ اللهُ عليه أخبرَ حفصةَ بما قالت لعائشةَ من تحريمِ الجاريةِ ، وأعرضَ عن ذكرِ خلافة أبي بكرٍ وعمرَ " . وقرأ الحسنُ البصري والكسائي وقتادة ( عَرَفَ بَعْضَهُ ) بالتخفيفِ أي غَضِبَ على حفصةَ مِن ذلك وجَارَاها فطلَّقَها ، من قولِ القائل لِمَن أساءَ إليه : لأَعْرِفَنَّ لكَ ما فعلتَ ؛ أي لأُجازينَّكَ عليه ، فجَازَاها رسولُ اللهَ صلى الله عليه وسلم بأنْ طلَّقَها ، فلما عَلِمَ عمرُ رضي الله عنه بذلك قالَ : لَوْ كَانَ فِي آلِ الْخَطَّاب خَيْرٌ لَمَا طَلَّقَكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم . وَنَزَلَ جِبْرِيلُ إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ : رَاجِعْهَا فَإنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ ، وَهِيَ إحْدَى نِسَائِكَ فِي الْجَنَّةِ ، فَرَاجَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم . قال مقاتلُ : ( لَمْ يُطَلِّقْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَفْصَةَ ، وَإنَّمَا هَمَّ بهِ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَالَ لَهُ : لاَ تُطَلِّقْهَا فَإنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَهِيَ مِنْ نِسَائِكَ فِي الْجَنَةِ ، فَلَمْ يُطَلِّقْهَا ) ، وكان سفيانُ الثوريُّ يقول : ( مَا اسْتَقْصَى كَرِيمٌ قَطٌّ ، وَمَا زَالَ التَّغَافُلُ مَنْ فِعْلِ الْكِرَامِ ، عَرَّفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَفْصَةَ بَعْضَ مَا فَعَلَتْ ، وَأعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ } ؛ أي لَمَّا أخبرَ حفصةَ بما أظهرَهُ اللهُ عليه ، { قَالَتْ } ؛ لَهُ : { مَنْ أَنبَأَكَ هَـٰذَا } ؛ أي من أخبَركَ أنِّي أفشيتُ سِرَّكَ ؟ { قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ } .