Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 6-6)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } ؛ أي يا أيُّها الذين آمَنُوا ادفَعُوا عن أنفُسِكم وأهلِيكُم ناراً ، { وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } ، حطَبُها الناسُ والحجارةُ ، يعني حجارةَ الكبريتِ ، والمعنى : اعمَلُوا بطاعةِ الله وانتَهُوا عن معصيتهِ ، وعلِّموا أولادَكم وأهليكم الاجتنابَ عما تجبُ لهم به النارُ . وعن عمرَ رضي الله عنه : " أنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ نَقِي أنْفُسَنَا ، فَكَيْفَ لَنَا بأَهْلِنَا ؟ قَالَ : " تَنْهَوْهُمْ عَمَّا نَهَاهُمُ اللهُ عَنْهُ ، وَتَأْمُرُوهُمْ بمَا أمَرَكُمُ اللهُ بهِ " " . قَوْلُهُ تَعَالَى : { عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ } ؛ أي على النار ملائكةٌ غِلاَظُ الأخلاقِ شِدَادٌ أقوياءُ الأخذِ والعقوبةِ ، يدفعُ الواحدُ منهم في الدفعةِ الواحدة سبعين ألْفاً في جهنَّمَ ، لم يخلُقِ الله فيهم شيئاً مِن الرحمةِ ، { لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ } ؛ من تعذيبِ أهلِها ، { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ؛ من ذلك ، جعلَ اللهُ سُرورَهم في تعذيب المعذبين كما جعلَ سُرورَ المؤمنين في الجنَّة . وجاء في الخبرِ : " أنَّ الْمَلَكَ مِنْهُمْ يَكْسِرُ عِظَامَ الْمُعَذب ، فيَقُولُ لَهُ : ألاَ تَرْحَمُنِي ؟ فَيَقُولُ لَهُ : كَيْفَ أرْحَمُكَ وَأرْحَمُ الرَّاحِمِينَ لَمْ يَرْحَمْكَ " .