Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 32-32)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } ؛ السِّلسلةُ : حلَقةٌ منتَظَمةٌ ذرعُها سبعون ذراعاً ، الذِّراعُ سَبعون بَاعاً ، كلُّ باعٍ أبعدُ ما بين الكوفةِ ومكَّة ، قال الحسنُ : ( اللهُ أعْلَمُ بأَيِّ ذِرَاعٍ هُوَ ) . قال ابنُ أبي نُجيح : ( بَلَغَنِي أنَّ جَمِيعَ أهْلِ النَّار فِي تِلْكَ السِّلْسِلَةِ ) . وقولهُ تعالى { فَاسْلُكُوهُ } أي أدخِلُوها في دبُرهِ ، وأخرِجُوها من فيهِ ، وألقُوا ما فضَلَ منها في عُنقهِ . يقالُ : سلكتُ الخيطَ في الإبرةِ إذا أدخلتهُ فيها ، وتقولُ العربُ : أدخلتُ الخاتمَ في إصبَعي ، والقُلنسوةَ في رأسِي ، ومعلومٌ أنَّ الإصبعَ هي التي تدخلُ في الخاتمِ ، ولكنَّهم أجَازُوا ذلك ؛ لأنَّ معناهُ لا يُشكِلُ . وفائدةُ السِّلسلة : أنَّ النارَ إذا رمَت بأهلِها إلى أعلاَها جذبَتهُم الزبانيةُ بالسَّلاسلِ إلى أسفلها ، قال ابنُ عبَّاس : ( لَوْ وُضِعَتْ حَلَقَةٌ مِنْ تِلْكَ السِّلْسِلَةِ عَلَى ذرْوَةِ جَبَلٍ لَذابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ ، وَلَوْ جُمِعَ صَدِيدُ الدُّنْيَا كُلُّهُ لَمَا وَزَنَ حَلَقَةً وَاحِدَةً مِنْ حَلْقِ تِلْكَ السِّلْسِلَةِ ) . قال الكلبيُّ : ( مَعَنْى قَوْلِهِ { فَاسْلُكُوهُ } أيِ اسْلُكُوا السِّلْسِلَةَ فِيْهِ كَمَا يُسْلَكُ الْخَيْطُ فِي اللُّؤْلُؤِ ) .