Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 129-129)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( وَذلِكَ أنَّ فِرْعَوْنَ عَادَ إلَى قَتْلِ أبْنَائِهِمْ ، وَزَادَ فِي إتْعَابهِمْ فِي الْعَمَلِ ، إذْ كَانَ يَسْتَعْمِلُهُمْ قَبْلَ مَجِيْءِ مُوسَى بضَرْب اللَّبنِ وَالْبنَاءِ ، فَلَمَّا أتَاهُمْ مُوسَى غَضِبَ وَكَلَّفَهُمْ أيْضاً أشَدَّ مِنْ ذلِكَ ) . قال وهبُ : ( جَعَلَهُمْ أصْنَافاً فِي خِدْمَتِهِ : قَوْمٌ يَحْمِلُونَ السَّوَاري مِنَ الْجِبَالِ ؛ وَقَدْ قُرِحَتْ أعْنَاقُهُمْ وعَوَانِقُهُمْ وَدَبَرَتْ ظُهُورُهُمْ مِنْ ثِقَلِ ذلِكَ ، وَقَوْمٌ قَدْ جُرِحُوا مِنْ ثِقْلِ الْحِجَارَةِ وَالطِّيْنِ لِلْبنَاءِ ، وَقَوْمٌ يَبْنُونَ الطِّيْنَ وَيَطْبخُونَ الآجُرَّ ، وَقَوْمٌ نَجَّارُونَ ، وَقَوْمٌ حَدَّادُونَ . وَأمَّا الضُّعَفَاءُ الَّذِيْنَ لاَ يُطِيْقُونَ الْعَمَلَ ؛ فَجَعَلَ عَلَيْهِمْ الْخَرَاجَ يُؤَدُّونَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، فَمَنْ خَرَجَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ قَبْلَ أنْ يُؤَدِّيَ غُلَّتْ يَمِيْنُهُ إلَى عُنْقِهِ . وَأمَّا النِّسَاءُ فَيَغْزِلْنَ الْكِتَّانَ وَيَنْسِجْنَهُ ) . فلما شَكَوا إلى موسى ( قًَالُوا : أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ) ، { قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ } ؛ يعني فرعونَ وقومه ، { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } ؛ أي ويجعلَ لكم سَكَناً في أرضِ مصرَ مِن بعدهم . و ( عَسَى ) كلمةُ إطماعٍ وما أطمعَ اللهُ فيه فهو واجبٌ ؛ لأن الكريمَ إذا أطمعَ وإذا وَعَدَ وفَّى ، فيصيرُ كأنهُ أوْجَبَهُ على نفسهِ . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } ؛ أي فَيَرَى عملَكم كيف تشكرون صُنْعَهُ ، كأنهُ قال : وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ ؛ لكي تعملوا بطاعةِ الله .