Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 14-15)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ؛ أي قال إبليسُ حين خَشِيَ أن يُعَاجِلَهُ اللهُ بالعقوبةِ : أمْهِلْنِي وأخِّرْ جزائي إلى يومِ يُبْعَثُونَ مِن قبورهم ؛ وهيَ النفخَةُ الأخيرةُ عندَ قيامِ السَّاعةِ . أرادَ الخبيثُ أن لا يذوقَ الموتَ . { قَالَ } ؛ اللهُ تَعَالَى : { إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } ؛ أي المؤخَّرين المؤجَّلينَ إلى يومِ الوقت المعلومِ ؛ وهي النفخةُ الأُولى عند موتِ الْخَلْقِ كلِّهم . وهذا ليسَ بإجابةٍ إلى ما سأَلَ ؛ لأنه سَأَلَ اللهَ الإمهالَ إلى النفخةِ الثانية ، فأبَى اللهُ أن يُعْطِيَهُ ذلكَ ، { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ * إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } [ الحجر : 37 - 38 ] يعني إلى النفخةِ الأُولى يَموتُ حينئذٍ أهلُ السَّماواتِ والأَرضِ ، ويَموتُ إبليسُ معهم . وبين النفخةِ الأُولى والثانيةِ أربعينَ سنةً . واختلفُوا في أنَّ اللهَ تعالى هل يُجِيْبُ دعوةَ الكافرِ أم لا ؟ قال بعضُهم : لا يجيبُ ؛ لأنَّ إجابةَ الدُّعَاءِ تكون تَعْظِيماً للدَّاعِي ؛ ولِهذا يرجُو الإنسانُ أنه مُجَابُ الدَّعوةِ ، ولا يُحْسَنُ مِن اللهِ تعالى أن يُعْلِمَ أحداً مدَّةَ حياتهِ لِمَا في ذلك من الإغراءِ بالمعَاصِي . وكيفَ يجوزُ ، يُجِيْبَ اللهُ تعالى إبليسَ إلى مَا سألَ ، ولم يكن سُؤَالُهُ على جهةِ التَّضَرُّعِ والْخُشُوعِ والرَّغبةِ إلى اللهِ ، وإنَّما سألَ لِيُغْوِي الناسَ ويُضِلَّهُمْ . وقال بعضُهم : يجوزُ إجابةُ دعاءِ الكافر استدراجاً واسْتِضْلاَلاً لهُ ولغيرهِ ، ولا تكونُ إجابةُ الكافرِ تعظيماً له بحَالٍ أبَداً .