Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 179-179)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ } ؛ وقال ابنُ عباس : ( مَعْنَاهُ : وَلَقَدْ خَلَقْنَا لِجَهَنَّمَ أهْلاً ) ، { لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا } ؛ الْخَيْرَ ، { وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا } ؛ الْهْدَى ، { وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ } ؛ الْحَقَّ ، { أُوْلَـٰئِكَ كَٱلأَنْعَامِ } ؛ في المأْكَلِ والْمَشْرَب ، والذِّهنِ لا في الصُّوَرِ ، { بَلْ هُمْ أَضَلُّ } ؛ لأنَّ الأنعامَ مطيعةٌ لله تعالى ، والكافرَ غيرُ مطيعٍ . وقولهُ تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } ؛ أي عن ما ينفعَهُم وعن ما يحِلُّ لهم في الآخرةِ . وَقِيْلَ : إنَّ اللامَ في قوله : { لِجَهَنَّمَ } لامُ العاقبةِ ، يعني أنَّ عاقبَتهم إلى المصيرِ إلى جهَّنم ، وهذا كما قال تعالى : { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } [ القصص : 8 ] أي كان عاقبَتُهم أن صارَ لهم عدوّاً وإلاّ فهُم التقطوهُ ليكون لهم قُرَّةَ عَيْنٍ ، كما قال تعالى : { وَقَالَتِ ٱمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ } [ القصص : 9 ] ، ويقال : @ لِدُّوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لْلِخْرَابِ @@ قال الشاعرُ : @ أمْوَالُنَا لِذوي الْمِيْرَاثِ نَجْمَعُهَا وَدُورُنَا لِخَرَاب الدَّهْر نَبْنِيهَا @@ وقال آخرُ : @ ألاَ كُلُّ مَوْلُودٍ فَلِلْمَوْتِ يُولَدُ وَلَسْتُ أرَى حَيّاً لِحَيٍّ يُخَلَّدُ @@ وقال آخرُ : @ ولِلْمَوْتِ تَغْذُوا الْوَالِدَاتُ سِخَالَهَا كَمَا لِخَرَابِ الدَّهْر تُبْنَى الْمَسَاكِنُ @@ وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآيةِ قال : " إنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا ذرَأ لِجَهَنَّمَ مَا ذرَأ ، كَانَ وَلَدُ الزِّنَا مِمَّنْ ذرَأ لِجَهَنَّمَ "