Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 48-49)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( إنَّ أصْحَابَ الأَعْرَافِ يُنَادُونَ الْكِبَارَ مِنَ الْكُفَّار الَّذِينَ كَانُوا عُظَمَاءً فِي الْكُفْرِ كَالْوَلِيْدِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ وَأبِي جَهْلٍ وَسَائِرِ رُؤَسَائِهِمْ ) . يَعْرِفُونَهُمْ بسِيمَاهُمْ يُنَادُونَهُمْ وَهُمْ عَلَى السُّور : يَا وَلِيْدَ ابْنَ الْمُغِيْرَةِ ! يَا أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ! يَا فُلاَنَ ابْنِ فُلاَنٍ ؛ مَا أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ ، وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبرُونَ ؛ أي تَتَعَظَّمُونَ عنِ الإيْمان باللهِ عَزَّوَجَلَّ . ثم ينظرونَ إلى الجنَّةِ ؛ فَيَرَوْنَ فيها الضعفاءَ والمساكين مِمَّنْ كان يَسْتَهْزِئُ بهم كفارُ مكَّةَ ؛ مثل صُهَيْبٍ وَخَبَّاب وَعَمَّار وسَلْمَانَ وبلاَلٍ وأشبهاهِهم ، فينادَون : { أَهَـۤؤُلاۤءِ } ؛ الضعفاءُ هُمُ ، { ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ } ؛ أي حَلَفْتُمْ أيُّها المشركون وأنتُم في الدُّنيا ، { لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ } ؛ يا من أقْسَمْتُمْ لا يدخلهم اللهُ الجنَّةَ . قال ابنُ عبَّاس : ( فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى لأَصْحَاب الأَعْرَافِ : { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } . فإنْ قِيْلَ : كيفَ يصحُّ هذا التأويلُ في الحجاب بينَ الجنَّةِ والنار ؛ ومعلومٌ أنَّ الجنةَ في السَّماءِ والنار في الأرضِ ؟ قِيْلَ : لَمْ يُبَيِّنِ اللهُ حالَ الحجاب بالمذكور في الآية ، ولا قَدْرَ المسافةِ ، فلاَ يَمتنعُ أن يكون بينَ الجنَّةِ والنار وإنْ بَعُدَتِ المسافةُ . وقرأ بعضُهم : ( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْثِرُونَ ) بالثَّاءِ ؛ أي تجمعونَ المالَ الكثيرَ . وقال مقاتلُ في تفسيرِ هذه الآية : ( إذا قَالَ أصْحَابُ الأعْرَافِ لأَصْحَاب النَّار : مَا أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ . قَالَ لَهُمْ أصْحَابُ النَّار : وَأنْتُمْ مَا أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ ، وَأقْسَمُوا لَتَدْخُلُنَّ النَّارَ مَعَنَا ) . فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى ، أوْ تَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ لأَهْلِ النَّار : أهَؤُلاءِ الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمْ اللهُ برَحْمَةٍ ؛ أي لا يصيبُهم برحمتهِ . ثم يقالُ لأصحاب الأعرافِ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أنْتُمْ تَحْزَنُونَ .