Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 4-4)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { تَعْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ } ؛ أي تصعدُ الملائكة والرُّوحُ يعني جبريلَ عليه السلام { إِلَيْهِ } ؛ أي إلى الموضعِ الذي لا يجرِي لأحدٍ سواهُ فيه حكمٌ . وقولهُ تعالى : { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } ؛ قال عكرمةُ وقتادة : ( يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وعن أبي سعيدٍ قالَ : " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ مَا أطْوَلَ هَذا الْيَوْمَ - يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ - ! فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ إنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا " " . وَقِيْلَ : معنى الآيةِ : تعرجُ الملائكةُ والروح إليه في يومٍ يكون مقدارهُ خَمسين ألفَ سَنة لعُروجِ غيرِهم ، وذلك أنَّ مِن أسفلِ الأرضين السَّبع إلى فوقِ السماوات السَّبع خمسين ألفَ سنةٍ ، هكذا رُوي عن مجاهدٍ . وأما قولهُ { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ } [ السجدة : 5 ] هو ما بين سَماء الدُّنيا إلى الأرضِ في الصُّعود خمسمائةِ سَنة ، وفي النُّزول خمسمائةِ سَنة كذلكَ ، فذلكَ قولهُ { أَلْفَ سَنَةٍ } لغيرِ الملائكةِ . وقال يَمانُ : ( يَعْنِي : الْقِيَامَةَ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ خَمْسُونَ مَوْطِناً ، كُلُّ مَوْطِنٍ ألْفُ سَنَةٍ ) . وفيه تقديمٌ وتأخير ؛ كأنَّه قالَ : ليس له دافعٌ في يومٍ كان مقدارهُ خمسين ألفَ سنةٍ ، تعرجُ الملائكة والروحُ إليه . وَقِيْلَ : معنى الآية : لو جعلَ اللهُ محاسبةَ الخلائقِ إلى أحدٍ غيرهِ لم يفرَغْ منهُ في خمسين ألف سَنة ، وهو يفرغُ منه في ساعةٍ واحدة ؛ لأنه سريعُ الحساب .