Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 22-23)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً } ؛ أي مَكْراً عَظيماً ، والكَبيرُ والكُبَّارُ بمعنىً واحدٍ ، ومَكرُهم الكبيرُ إعظامُ القُربَةِ على الله تعالى ، وتوصيةُ بعضِهم بقولهم : { وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ } ؛ أي لا تدَعُوا عبادةَ أصنامِكم . وَقِيْلَ : مكرُهم الكبيرُ : أنَّهم جَرُّوا سفلتَهم على قتلِ نوح عليه السلام ، قرأ ابنُ مُحَيْصِن وعيسى ( كُبَاراً ) بالتخفيف . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } ، أي لا تدَعُنَّ عبادةَ أصنامكم ، ولا تدَعُنَّ عبادةَ وُدّاً ولا سُوَاعاً ويغوثَ ويعوقَ ونَسْراً ، هذه خمسةُ أصنامٍ لَهم كانوا يَعبُدونَها ويقدِّمونَها على غيرِها . فلما جاءَ الغرقُ اندفنَتْ تلك الأصنامُ ، وكانت مدفونةً إلى أن أخرجَها الشيطانُ لِمُشرِكي العرب ، فوقعَ كلُّ صنمٍ منها في أيدِي قومٍ ، فاتَّخذت قُضَاعَةُ وُدّاً يعبدونَها بدَومَةِ الْجَنْدَلِ ، ثم توارَثُوها إلى أن جاءَ الإسلامُ ، وهي عندَهم . وكان سُوَاعُ لِهُذيلٍ ، وكان يغوثُ لِبَنِي غُطَيفٍ من مراد ، وكان يعوقُ لكَهْلاَنَ ، ونَسْرٌ لخثعم ، وأما اللاَّتُ لثَقِيفَ ، والعُزَّى لسُلَيم وغطَفَانَ وجَشم وسَعدٍ ونَضِرِ بن بكرٍ . ومناةُ لقديد ، وأسافُ ونائلةٌُ وهُبَلُ لأهلِ مكَّة ، فكان أسَافُ حيالَ الحجرِ الأسود ، ونائلةُ حيالَ الرُّكن اليمانِيِّ ، وهُبَلُ في جوفِ الكعبة ، ثمانيةَ عشرَ ذِراعاً . قال الواقديُّ : ( كَانَ وُدٌّ عَلَى صُورَةِ فَرَسٍ ، وَنَسْرُ عَلَى صُورَةِ نَسْرٍ مِنَ الطَّيْرِ ) . قرأ نافعُ ( وُدّاً ) بضمِّ الواو ، وقرأ الباقون بفتحِها وهما لُغتان .