Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 24-27)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } ؛ ابتداءُ كلامٍ ، والعربُ تَبتَدِئُ بـ ( حتى ) والمعنى : إذا رأى الكفارُ الذين يستَطِيلُونَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم العذابَ إمَّا في الدُّنيا أو في الآخرةِ ، { فَسَيَعْلَمُونَ } ؛ عندَ ذلك ، { مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً } أي مَن أضعفُ مَانِعاً وأقلُّ جُنداً ، أهُمْ أمِ المؤمنون ؟ فلمَّا سَمعوا هذا قال النَّضِرُ بنُ الحارثِ : متَى هذا الوعدُ الذي تَعِدُنا بهِ ؟ فأنزلَ اللهُ : { قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ } ؛ من العذاب ؛ أي ما أدري أقريبٌ هذ العذابُ ، { أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً } ؛ أي غايةً وبُعداً ، قال عطاءُ : ( يَعْنِي أنَّهُ لاَ يَعْلَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلاَّ اللهُ تَعَالَى وَحْدَهُ ) وهو قَوْلُهُ تَعَالَى : { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } ؛ أي لا يُطلِعُ على غَيبهِ أحَداً من خلقهِ ، { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ } ؛ فإنه إذا أرادَ إطْلاعَهُ بالوحِي على ما يشاءُ على الغيب ، { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } ؛ أي جعلَ مِن بين يَدي الرسولِ ومِن خلفه حَفَظَةً من الملائكةِ ليُحِيطُوا به ، ويَحَفظُونَهُ ، ويحفظُوا الوحيَ مِن أن تَسْتَرِقَهُ الشياطينُ ، فُتلقِيَهُ إلى الكهنَةِ . وذلك أنَّ الله تعالى كان إذا أُنْزِلَ جبريلُ بالوحيِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، أرسلَ ملائكةً يُحيطون به وبالنبيِّ صلى الله عليه وسلم حتى يفرغَ من وجههِ ، كَيْلاَ يَقرُبَ منه شيطانٌ ولا جانٌّ يَذهبون به إلى كهَنتهِم حتى يكون النبيُّ صلى الله عليه وسلم أوَّلَ مَن تكلَّمَ به ؛ ليكون ذلك دَليلاً على نُبوَّتهِ .