Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 6-6)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } ؛ معناهُ : إنَّ أهلَ الجاهليةِ كانوا إذا نزَلُوا بوادٍ ، أو بأَرْضٍ فأَمْسَوا هنالكَ ، قالوا : نعوذُ بسيِّد هذا الوادِي من سُفهاء قومهِ ، أرَادُوا بذلك سيِّدَ الجنِّ ، فيَبيتُون في جوارٍ منهم يحفظونَهم حتى يُصبحوا ، وقالتِ الجنُّ : قد سُدْنا الجنَّ والإنسَ حتى بلغ سؤدَدُنا الإنسَ فزادَهم تعوُّذِ الإنسِ لَهم رهَقاً ؛ أي كِبْراً وعظَمةً في نُفوسِهم وسَفَهاً وطُغياناً وظُلماً . وعن كَرْدَمِ بن أبي السَّائب الأنصاريِّ قال : ( خَرَجْتُ مَعَ أبي إلَى الْمَدِينَةِ وَآوَانَا الْمَبيت إلَى رَاعِي غَنَمٍ ، فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ جَاءَنَا ذِئْبٌ فَأَخَذَ حَمَلاً مِنَ الْغَنَمِ ، فَوَثَبَ الرَّاعِي فَنَادَى : يَا عَامِرَ الْوَادِي جَارُكَ ! فَنَادَى مُنَادِياً لاَ نَرَاهُ : يَا سَرْحَانَ أرْسِلْهُ . فَأَتَى الْحَمَلُ يَشْتَدُّ حَتَّى دَخَلَ بَيْنَ الْغَنَمِ لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ بمَكَّةَ { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } ) . قال ابنُ عبَّاس : ( يَعْنِي زَادُوهُمْ بهَذا التَّعَوُّذِ طُغْيَاناً حَتَّى قَالُوا : سُدْنَا الإنْسَ وَالْجِنَّ ) . والرَّهَقُ في كلامِ العرب : الإثْمُ وغَشيَانُ الْمَحارمِ .