Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 21-21)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ } ؛ قرأ قتادةُ ومحمَّد وابنُ سيرين ونافع وحمزة والأعمشُ وأيوب ( عَالِيْهُمْ ) بإسكانِ الياء ، وهي في موضعِ رفعٍ بالابتداء ، والمعنى : الذي يَعلُوهم من الثياب ، ويقالُ : الذي يعلُوهم على حِجَالِهم ، وقرأ الباقون ( عَالِيَهُمْ ) بنصب الياء على الظَّرف ؛ أي فوقَهم ، ويجوزُ أنْ يكون نَصباً على الحالِ ؛ أي يطوفُ على الأبرار ولدَانٌ مخلَّدون في هذه الحالةِ ؛ أي في حالِ علُوِّ ثياب السُّندسِ عليهم . وقولهُ تعالى { خُضْرٌ } قرأ ابنُ كثير ( خُضْرٍ ) بالخفضِ على نعتِ السُّندس و ( إسْتَبْرَقٌ ) بالرَّفع على نعتِ الثياب ، وقرأ أبو عمرٍو وابنُ عامرٍ ( خُضْرٌ ) بالرفعِ على نعت الثياب ، و ( إستَبْرَقٍ ) بالخفض على معنى ثيابٍ من سندسٍ ومن استبرقٍ . وقرأ نافعُ وأيوب ( خُضْرٌ وَإسْتَبْرَقٌ ) كلاهما بالرَّفع عَطفاً للإستبرقِ على قوله ( خُضْرٌ ) ، وقرأ الأعمشُ وحمزة والكسائي وخلَف كلاهما بالخفضِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } ؛ أي حُلِيُّ أهلِ الجنَّة أساورُ من فضَّة ، وفي آيةٍ أخرى { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً } [ فاطر : 33 ] فاقتضت " دلالة " الآيتَين أنَّ كُلاٍّ منهم يُحلَّى ثلاثة أسوِرَةٍ : سِوارٌ من ذهبٍ وسوارٌ من فضَّة وسوار من لؤلؤٍ . قال بعضُهم : الضميرُ في قولهِ تعالى { وَحُلُّوۤاْ } راجعٌ إلى الـ ( ولْدَانٌ ) . وقولهُ تعالى : { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } ؛ أي شراباً من خمرٍ ليس بنَجسٍ ، كما كانت خمرُ الدنيا نجسةً ، وَقِِِيْلَ : شرابٌ من خمرٍ لا يخالطهُ شيء من الفسادِ والقبائحِ ولا ينقلبُ إلى التغيُّر ، بل هو من عينٍ على باب الجنَّة ، مَن شَرِبَ منها نزَعَ اللهُ مِنْ قلبهِ الغِلَّ والحسدَ والغشَّ ، قال أبو العاليةِ : ( ( مَعْنَاهُ : أنَّهُ لاَ يَصِيرُ بَوْلاً نَجِساً ، وَلَكِنَّهُ يَصِيرُ رَشَحاً فِي أبْدَانِهِمْ كَرِيحِ الْمِسْكِ ) ) .