Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 29-30)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ } ؛ أي إنَّ هذه السورةَ موعظةٌ من اللهِ ، { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } ؛ أي طَريقاً بالعملِ الصالح . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } ؛ أي ما يَشاءُون اتخاذ السَّبيل إلاّ بمشيئةِ الله ذلك لكم ، وقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } أي عَليماً قبلَ خَلقِكم بمن يتَّخذ سَبيلاً ومَن لا يتَّخذُ ، حَكيماً فيما أمَرَكم به . واختلَفُوا في تفسيرِ هذه الآية ، والصحيحُ : أنَّ معناها : وما تشَاءُون إلاَّ أنْ يشاءَ اللهُ لكم أن تشاءوا ، ودليلُ ذلك أنه لَمَّا نزلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } [ التكوير : 28 ] قَالُوا : قَدْ جُعِلَتِ الْمَشِيئَةُ لَنَا وَلاَ نَشَاءُ ، فَشُقَّ ذلِكَ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَ { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } . ومن نفَى المشيئةَ قال : إنَّ هؤلاء مخصُوصون لا يشاءُون إلاّ أنْ يشاءَ اللهُ أن يُكرِهَهم عليه ، قال الحسنُ : ( ( مَا شَاءَتِ الْعَرَبُ أنْ يَبْعَثَ اللهُ مُحَمَّداً رَسُولاً ، فَشَاءَ اللهُ ذلِكَ وَبَعَثَهُ عَلَى كُرْهٍ مِنْهُمْ ) . وعن النَّضرِ بن شُميل أنه قال : ( ( لاَ تَمْضِي مَشِيئَةٌ إلاَّ بمَشِيئَةِ اللهِ تَعَالَى ، وَلاَ تَمْضِي مَشِيئَةٌ مِنَ الْعَبْدِ إلاَّ بعِلْمِ اللهِ ، فَمَنْ عَلِمَ اللهُ مِنْهُ خَيْراً شَاءَ الإيْمَانَ ، وَمَنْ شَاءَ الإيْمَانَ شَاءَ اللهُ لَهُ أنْ يُوَفِّقَهُ ، وَمَنْ شَاءَ الكُفْرَ شَاءَ اللهُ أنْ يَخْذُلَهُ ) ) .