Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 2-2)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ } ؛ يعني نسل آدم خلقه الله من نطفة أمشاج ؛ أي أخلاطٍ واحدُها مَشِيجٌ ، وهو شَيئان مَخلُوطَانِ ، يعني اختلاطَ نُطفة الرَّجلِ بنطفةِ المرأة ، أحدُهما أبيضُ والآخر أصفرُ ، فما كان من عصبٍ وعظمٍ وقوَّة فمِن نُطفة الرجل ، وما كان من لحمٍ ودم وشَعرٍ فمن نُطفة المرأة . وتَمَّ الكلامُ ، ثُم قالَ : { فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } ؛ معناهُ : جَعلناهُ سميعاً بصيراً لنَبتَلِيهِ . والأمشاجُ الاختلاطُ ، يقالُ : مَشَجْتُ هذا بهذا ؛ أي خَلَطتُه به فهو مَمْشُوجٌ ؛ أي مخلوطٌ ، وقال ابنُ عبَّاس والحسن وعكرمةُ ومجاهد : ( ( يَعْنِي مَاءَ الرَّجُلِ وَمَاءَ الْمَرْأةِ يَخْتَلِطَانِ فِي الرَّحِمِ ، فَيَكُونُ مِنْهُمَا جَمِيعاً الْوَلَدُ ، فَمَاءُ الرَّجُلِ أبْيَضٌ غَلِيظٌ يَجْرِي مِنَ الصُّلْب ، وَمَاءُ الْمَرْأةِ أصْفَرُ رَقِيقٌ يَجْرِي مِنَ التَّرَائِب ، ثُمَّ يَخْتَلِطَانِ فَأَيُّهُمَا عَلاَ مَاؤُهُ مَاءَ صَاحِبهِ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ ) ) . ويقالُ : جعلَ اللهُ في النُّطفة أخْلاَطاً من الطبائعِ التي تكونُ في الإنسانِ من الحرارةِ والبُرودة واليُبوسَةِ والرطوبة ، وقال الحسنُ : ( ( نَعَمْ وَاللهِ خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ نُطْفَةٍ مُشِجَتْ بدَمِ الْحَيْضِ ، فَإذا حَلَّتِ النُّطْفَةُ ارْتَفَعَ الْحَيْضُ ) ) .