Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 4-9)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً } ؛ يعني الملائكةَ تنْزلُ بالوحيِ للفَرقِ بين الحلالِ والحرامِ ، والحقِّ والباطلِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً } ؛ يعني الملائكةَ تُلْقِي كُتُبَ اللهِ إلى أنبيائهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { عُذْراً أَوْ نُذْراً } ؛ معناهُ عُذْراً من اللهِ ، وإنذاراً لِخَلقهِ ، والإعذارُ قَطْعُ المعذِرةِ ، والإنذارُ الإعلامُ بموضعِ المخَافَةِ لتبقَى ، ولهذا بعثَ الرُّسُلَ وأنزلَ الكُتبَ . والمعنى بهذه الآياتِ : أنَّ كفارَ مكَّة لَمَّا أنكَرُوا البعثَ أقسمَ اللهُ تعالى بما بيَّن من قدرتهِ وتدبيرهِ الملائكةِ والسَّحابِ والرياحِ أنَّ قيامَ الساعةِ كائنٌ فقال : { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ } ؛ أي إنَّ أمرَ الساعةِ والبعثِ لكائنٌ لا محالةَ . ثم ذكرَ متى يقعُ فقال : قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ } ؛ أي مُحِيَ نورُها وسُلِبَ ضَوْءُها وتساقطَت ، كما قَالَ اللهُ تَعَالَى : { وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ } [ الانفطار : 2 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ } ؛ أي شُقَّت من هيبةِ الرَّحمن ، وانفطَرت بعد أن كانت سَقفاً محفوظاً ، فأوَّل حالِها الوهيُ ثم الانشقاق ، قال الله تعالى : { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } [ الحاقة : 16 ] ثم الانفتاحُ ، قال اللهُ { وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ } [ النبأ : 19 ] ثم الانفراجَ حتى يتلاشَى فتصير كأنَّها لم تكن .