Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 1-5)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } ؛ قال المفسِّرون : لما بُعِثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأخبرَهم بتوحيدِ الله والبعثِ بعد الموت ، وتلاَ عليهم القرآنَ ، جعلوا يتساءَلون بينهم ويقولون : ما نرَى الذي جاءَ به مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ، وما الذي أتَى به ، فأنزلَ اللهُ تعالى هذه الآيةَ . ومعناها : عن أيِّ شيء يتحدَّثون فيما بينهم ، وهذا لفظه لفظُُ الاستفهامِ ، والمعنى تفخيمُ القصة . وأصله عَنْ مَا فأُدغمت النون في الميمِ وحُذفت الألف ؛ لأن العربَ إذا وضَعت ( عن ما ) في موضعِ الاستفهام حذفت نونَها فرقاً بينهما وبين أنْ تكون اسماً مثلَ قولهِ { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } [ النازعات : 43 ] و ( عَلاَمَ تفعلُ ) ، بخلافِ قولِهم : سألتُ فلاناً عمَّا فعلَ ، لا يجوزُ فيه حذفُ الألفِ ؛ لأن معناها الَّذي ، وكذلك إذا كانت ( مَا ) للصلةِ كقوله تعالى : { عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } [ المؤمنون : 40 ] . قولهُ تعالى : { عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } أي الخبرِ الشَّريف ، وهو القرآنُ ، فإنه خبرٌ عظيم الشَّأنِ ، لأنه يُنبئُ عن التوحيدِ وتصديق الرسول ، والخبرُ عمَّا يجوز وما لا يجوزُ ، وعن البعثِ والنشور . قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } ؛ يعني أنَّهم اختلَفُوا في القرآنِ ، فجعلَهُ بعضُهم سِحراً وبعضهم كهانةً وبعضهم شِعراً ، وبعضهم أساطيرَ الأوَّلين . ثم أوعدَ اللهُ مَن كذب بالقرآنِ فقال تعالى : { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } ؛ أي ليس الأمر على ما قالوا ، سيعلمون عاقبة تكذيبهم حتى تنكشف الأمور ، { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } وعيدٌ على إثرِ وعيدٍ . وَقِيْلَ : معنى ( كَلاَّ ) ارتَدِعوا وانزَجِرُوا ، فليس الأمرُ على ما تظنُّون ، وسيعلَمُ الكفارُ عاقبةَ أمرِهم ، { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } ؛ أمرَ القيامةِ وأهوالها ، وما لَهم من أنواعِ العذاب في النار .