Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 37-38)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعََالَى : { رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ } ؛ قرأ نافعُ وأبو عمرٍو وابنُ كثير : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ ) برفع الباءِ ، و ( الرَّحْمَنُ ) بالرفعِ أيضاً على معنى : هو ربُّ السَّماوات والأرض وما بينَهما وهو الرحمنُ ، وإن شئتَ قُلتَ : ( رَبُّ ) مبتدأ و ( الرَّحْمَنُ ) خبرهُ . وقرأ ابنُ عامر ويعقوب كلاهُما بالخفضِ على البدلِ من ( رَبكَ ) . وقرأ حمزة والكسائي وخلف ( رَبِّ ) بالخفض ، و ( الرَّحْمَنُ ) رفعاً ، قال أبو عُبيدة : ( ( وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ أعْدَلُهَا عِنْدِي ؛ لأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : { رَّبِّ } قَرِيبٌ مِنَ ( رَبِّكَ ) فَيَكُونُ نَعْتاً لَهُ . وَارْتَفَعَ ( الرَّحْمَنُ ) لِبُعْدِهِ عَنْهُ ، فَيَكُونُ مُبْتَدَأ وَمَا بَعْدَهُ خَبَرُهُ ) ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } ؛ قال مقاتلُ : ( ( لاَ تَقْدِرُ الْخَلْقُ أنْ يُكَلِّمُوا الرَّبَّ إلاَّ بإذْنِهِ ) ) . وقال الكلبيُّ : ( ( مَعْنَاهُ : لاَ يَشْفَعُونَ إلاَّ بإذْنِهِ ) ) . وَقِيْلَ : لا يتجرَّأُ أحدٌ أنْ يتكلَّمَ في عَرصَاتِ القيامةِ إلاَّ بإذنهِ ، ثُم وصفَ ذلك اليومَ فقال تعالى : { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً } ؛ قِيْلَ : معناهُ : في يومٍ يقومُ الرُّوح . واختلَفُوا في الرُّوح ، قال الشعبيُّ والضحاك : ( ( هُوَ جِبْرِيلُ الَّذِي سَمَّاهُ اللهُ الرُّوحَ الأَمِينَ ) ) . وقال ابنُ عبَّاس : ( ( هُوَ مَلَكٌ مِنْ أعْظَمِ الْمَلاَئِكَةِ خَلْقاً ) ) . وقال ابنُ مسعودٍ : ( ( هُوَ مَلَكٌ عَظِيمٌ أعْظَمُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَمِنَ الْجِبَالِ ، وَأعْظَمُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، وَهُوَ يُسَبحُ فِي السَّمَاءِ الرَّابعَةِ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَي عَشَرَ ألْفَ تَسْبيحَةٍ ، يَخْلُقُ اللهُ مِنْ كُلِّ تَسْبيحَةٍ مَلَكاً ) ) . وقال مجاهدُ وقتادة : ( ( الرُّوحُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ عَلَى صُورَةِ بَنِي آدَمَ وَلَيْسُوا مِنْهُمْ ، يَقُومُونَ صَفّاً ، وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً ، هَؤُلاَءِ جُنْدٌ ، وَهُمْ جُنْدٌ ) ) . وعن ابنِ عبَّاس : ( ( أنَّهُ مَلَكٌ لَمْ يَخْلُقِ اللهُ فِي الْمَلاَئِكَةِ أعْظَمَ مِنْهُ ) ) ، فَإذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَامَ وَحْدَهُ صَفّاً ، وَقَامَتِ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ صَفّاً ، فَيَكُونُ عِظَمُ خَلْقِهِ مِثْلَ صُفُوفِهِمْ . وَقِيْلَ : هم خلقٌ غيرُ الإنسِ والجنِّ يرَون الملائكةَ ، والملائكةُ لا يرونَهم ، كما أنَّ الملائكةَ يرَونَنا ونحنُ لا نرَاهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } ؛ معناهُ : الخلقُ كلُّهم المؤمنون لا يتكلَّمون إلاَّ مَن أذِنَ اللهُ له الكلامَ ، ولا يأذنُ إلاَّ لِمَن إذا قالَ : { وَقَالَ صَوَاباً } . وَقِيْلَ : معناهُ : إلاَّ من أذِنَ له الرحمنُ وَقَالَ فِي الدُّنيا قَولاً صَوَاباً عَدلاً ، وهو كلمةُ التوحيدِ ؛ يعني : لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ .