Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 9-11)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } ؛ أي أبصارُ أصحابها ذليلةٌ خاضِعة ، وذلك أنَّ المضطربَ الخائفَ لا بدَّ أن يكون نظرهُ نظرَ الذليلِ الخاضعِ ؛ لترقُّب ما ينْزِلُ من الأمرِ . ويقالُ : ذليلةٌ عند معايَنة النار ، كقوله { خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ } [ الشورى : 45 ] . قال عطاءُ : ( ( يُرِيدُ أبْصَارَ مَنْ مَاتَ كَافِراً ) ) يدلُّ عليه أنه ذكرَ مُنكرِي البعثِ ، فقالَ : { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } ؛ معناهُ : تقولُ الكفَّار وهم في الدُّنيا : أنُرَدُّ إلى أوَّلِ حالِنا وابتداءِ أمرنا فنصيرُ أحياءً ؟ كما كنَّا ، يقال : رجعَ فلانٌ في حافرتهِ ، أي رجع من حيث جاءَ . والحافرة عند العرب اسمٌ لأول الشيءِ ، وابتداءُ الأمر . والمعنى أنهم كانوا يستبعِدُون البعثَ ، ويقولون : { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } ؛ أنُرَدُّ إلى الحياةِ الأُولى ، وتُعَادُ فينا الروحُ بعد أن نصيرَ عِظَاماً نَخِرَةً ؛ أي بَالِيَةً , ومنه قولُهم : رجعَ فلانٌ في حَافِرَتِهِ ؛ إذا رجعَ في الطريقِ الذي جاءَ فيه . وقال بعضُهم : الْحَافِرَةُ الأرضُ التي تُحفَرُ فيها قبورُهم ، والحافرةُ بمعنى المحفورةِ كما في { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ، القارعة : 7 ] وما وافقَ معناهُ : ومعناه : أئِنَّا لمَردُودُونَ إلى الأرضِ فنُبعَثُ خَلقاً جديداً ، ونَمشي على أقدامِنا ، وقال ابنُ زيد : ( ( الْحَافِرَةُ : النَّارُ ) ) ، وَقِيْلَ : معناهُ : أنُرَدُّ أحياءً في قُبورنا . قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } قرأ أهلُ الكوفة ( نَاخِرَةً ) بالألفِ ، وهي قراءةُ عمرَ رضي الله عنه وابنِ عبَّاس وابنِ مسعود وابنِ الزُّبير . وقرأ الباقون ( نَخِرَةً ) بغيرِ ألفٍ ، والنَّخِرَةُ : البَالِيَةُ ، والنَّاخِرَةُ : الْمُجَوَّفَةُ ، يقالُ : نَخَرَ العظمُ يَنْخِرُ فهو نَاخِرٌ وَنَخِراً إذا بَلِيَ وتفَتَّتَ ، وقال الأخفشُ : ( ( هُمَا لُغَتَانِ ؛ أيُّهُمَا قَرَأتَ فَحَسَنٌ ) ) . والمعنى : أنَّهم أنكَرُوا البعثَ ، فقالوا : أنُرَدُّ أحياءً إذا مِتنا وبَلِيَتْ عِظامُنا .