Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 25-25)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً } ؛ نزلَت في عُثمانَ وعليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، أخبرَ اللهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالفتنةِ التي تكون تُسَببها أنَّها ستكون بعدَك يلقاها أصحابُكَ تصيبُ الظالِمَ والمظلومَ ، ولا تكون بالظَّلَمَةِ وحدَهم خاصَّة ولكنَّها عامة ، وأخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك أصحابَهُ ، فكانَ بعد وفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الفِتَنِ بسبب عليٍّ وعُثمان ما لا يخفَى على أحدٍ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَّ تُصِيبَنَّ } جوابُ الأمرِ بلفظ النَّهي ، كما يقالُ : أنْزَلْ مِنَ الدَّابة لا تَطْرَحْكَ أو لا تطرَحنَّكَ ، معناهُ : أنْ تَنْزِلَ عنها لا تطرحَنَّك ، فاذا أثبَتَّ النونَ الخفيفةَ والثقيلة كان آكدَ للكلامِ ، ومنهُ قوله تعالى : { ٱدْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ } [ النمل : 18 ] . والمرادُ بالفتنةِ القتلُ الذي رَكِبَ الناسَ فيه بالظُّلم ، وكان أمرُ الله أمراً باتِّقاء تركِ الإنكار على أهلِ المعاصي واتِّقاء الاختلاطِ بأهلِ المعصية ، قال ابنُ عبَّاس : ( أمَرَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أنْ لاَ يقِرُّوا الْمُنْكَرَ بَيْنَ أظْهُرِهِمْ ، فَيَعُمُّهُمُ اللهُ بالْعَذاب ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } ؛ تحذيرُ شدَّة العقوبةِ لِمَن أهَاجَ الفتنَ ، قال صلى الله عليه وسلم : " الْفِتْنَةُ رَاتِعَةٌ فِي بلاَدِ اللهِ وَاضِعَةٌ خِطَامَهَا ، فَالْوَيْلُ لِمَنْ أَهَاجَهَا " ، وفي بعضِ الأخبار : " الْفِتْنَةُ نَائِمَةٌ لَعَنَ اللهُ مَنْ أَيْقَظَهَا " .