Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 75-75)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ } معناهُ : والذين آمَنُوا من بعدِ المهاجرين السَّابقين ، وهاجَرُوا إلى المدينةِ وجاهَدُوا معَكم الكفارَ ، فأولئكَ منكم في الدِّين والنُّصرةِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ } ؛ أي أن الأقاربَ بعضُهم أولَى ببعضٍ في الميراثِ من غيرِهم ، هاجَرُوا أو لم يُهاجِرُوا إذا كانوا مُسلِمِينَ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } ؛ يجوزُ أنْ يكون المرادُ بالكتاب القُرْآن ، ويجوز أن يكون معناهُ في اللوحِ المحفوظ ، ويجوز أن يرادَ بالكتاب الْحُكْم ، كما قَالَ اللهُ تَعَالَى : { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ } [ المجادلة : 21 ] أي حَكَمَ اللهُ ، وقولهُ تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ؛ أي عليمٌ بكلِّ ما فَرَضَ من المواريثِ وغيرِ ذلك . قال قتادةُ : ( وَذلِكَ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ ، وَكَانُواْ يَتَوَارَثُونِ بالإسْلاَمِ وَالهِجْرَةِ ، وَكَانَ الرَّجُلُ يُسْلِمُ وَيُهَاجِرُ ، وَكَانَ لاَ يَرِثُ أخَاهُ ) ، فَنَسَخَ اللهُ ذلِكَ بقَوْلِهِ : { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ } وَصَارَتِ الْوِرَاثَةُ بالْقَرَابَةِ كَمَا ذكَر َاللهُ فِي سُورَةِ النِّساءِ ، وَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : " لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةُ " . وعن أبَيِّ بن كعبٍ : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَرَأ سُورَةَ الأَنْفَالِ وَالتَّوْبَةِ فأَنَا لَهُ شَفِيعٌ وَشَهِيدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أنَّهُ بَرِيءٌ مِنَ النِّفَاقِ ، وَأُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ بعَدَدِ كُلِّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ ، وَرُفِعَ لَهُ بهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ " .