Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 17-19)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } ؛ أي لُعِنَ الكافرُ ما أكفَرَهُ باللهِ وبنعمتهِ مع كَثرةِ إحسانهِ إليه ، قال مقاتلُ : ( ( نَزَلَتْ فِي عُتْبَةَ بْنِ أبي لَهَبٍ ، والمرادُ به كلَّ كافرٍ ) ) . قولهُ { مَآ أَكْفَرَهُ } تعجيبٌ بمعنى التوبيخِ ، يقالُ : أيُّ شيءٍ حَملَهُ على الكفرِ مع وضُوحِ الدلائلِ على وحدانيَّة اللهِ ، فتعجَّبُوا من كُفرهِ . وأما اللهُ تعالى فلا يجوزُ أن يتعجَّبَ من شيءٍ لكونه عالِماً لم يزَلْ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } ؛ معنى الآيةِ : ما أشدَّ كُفرَهُ باللهِ ، اعجَبُوا أنتم من كُفرهِ . ثم بيَّن مِن أمرهِ ما كان ينبغي معه أن يُعلمَ أنَّ اللهَ خالقُهُ ، فقال تعالى : { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } ، لفظُ استفهامٍ ، ومعناهُ : التقريرُ : ثم فسَّرَ ذلك فقال تعالى : { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ } أي من مَاءٍ مَهين حقيرٍ خلَقهُ فصوَّرَهُ في رحمِ أُمِّه على الاستواءِ باليدَين والرِّجلَين وسائرِ الأعضاءِ ، { فَقَدَّرَهُ } ؛ على ما يشاءُ من خلقهِ طَويلاً أو قصيراً ؛ ذميماً أو حسَناً ؛ ذكراً أو أُنثى ؛ شقيّاً أو سعيداً ، وغيرِ ذلك من الأوصافِ .