Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 33-36)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } ؛ يعني صَيْحَةَ القيامةِ تصُخُّ الأسماعَ التي تصمُّها لشَّدة الصَّيحةِ ، والصاخَّةُ من أسماءِ القيامة ، ثم بيَّن في أيِّ وقت تجيءُ فقال : { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } لا يلتفتُ أحدٌ إلى أحدٍ منهم لعِظَمِ ما هم فيه ، ومخافَةَ إن سألَهُ أحدٌ منهم يحملُ عنه شيئاً من عقابهِ ويُوَاشيهِ بشيءٍ من ثوابه . وَقِيْلَ : يفرُّ منهم حَذراً من مطالبتِهم إياهُ بما بينهم من التَّبعاتِ والمظالِم . وَقِيْلَ : لعلمهِ بأنَّهم لا ينفعونَهُ . وعن الحسنِ قال : ( ( أوَّلُ مَنْ يَفِرُّ مِنْ أبيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ ، وَيَفِرُّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُمِّهِ ، وَيَفِرُّ لُوطٌ عليه السلام مِنْ زَوْجَتِهِ ، وَنُوحٌ مِنْ إبْنِهِ كَنْعَانَ ، وَهَابيلُ مِنْ أخِيهِ قَابيلَ ) وَهَذا فِي أوْلِي الثَّوَاب مِنْ أهْلِ الْعِقَاب ، وَفِي أهْلِ الْعِقَاب فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَأمَّا أهْلُ الثَّوَاب فِيمَا بَيْنَهُمْ فلَيْسُوا كَذِلكَ ، وَلَكِنْ يَسْأَلُونَ رَبَّهُمْ إلْحَاقَ ذُرِّيَّتِهِمْ .