Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 8-9)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } ؛ قال الفرَّاءُ : ( ( سُئِلَتِ الْمَوْءُدَةُ فَقِيلَ لَهَا : { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } ) ) ومعنى سُؤالها توبيخُ قاتِلها ، لا يقولُ : قَتلتُ بغيرِ ذنبٍ . والموءودَةُ : المقتولَةُ بثِقَلِ التُّراب الذي يطرحُ عليها ، ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا } [ البقرة : 255 ] أي لا يثقلُ حفظُ عليه السَّماوات والأرضِ ، وكانت العربُ تَئِدُ البناتِ من أولادها حيَّةً ؛ كَيلا يُخطَبْنَ إليهم ، ومخافةَ الإملاقِ كما قالَ تعالى { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } [ الإسراء : 31 ] . قال المفسِّرون : هي الْمَوْءُدَةُ المقتولَةُ المدفونَةُ حيَّةً ، سُميت بذلك لما يطرحُ عليها من التُّراب فيَؤُودهَا ؛ أي يُثقِلُها حتى تموتَ ، قالوا : وكان الرجلُ من العرب إذا وُلِدت له بنتٌ ، فإذا أرادَ أن يستبقيها ألبسَها جُبَّة من صُوفٍ ترعَى له الإبلَ والغنمَ ، وإذا أرادَ أن يقتُلَها تركَها حتى إذا صارت سُداسيَّةً ثم يقولُ لأُمِّها : طيِّبيهَا وزَيِّنيها حتى أذهبَ بها إلى بيتِ أقَاربها ، وقد حفرَ لها بئراً في الصَّحراء ، فإذا بلغَ البئرَ قال لها : انظُرِي إلى هذا البئرِ فيدفَعُها من خلفِها في البئرِ ، ثم يُهِيلُ عليها الترابَ حتى يُسوِّيَها بالأرضِ . قال قتادةُ : ( ( كَانَ أهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقْتُلُ أحَدُهُمُ ابْنَتَهُ وَيَغْذُو كَلْبَهُ ) ) . ويجوز أنْ يكون معنى سُئِلَتْ : طَلَبَتْ من قاتِلها لِمَ قتلَها كما تقولُ : سألتُ حقِّي من فلانٍ إذا أخذتَهُ وطلبتَ حقَّكَ منه .