Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 22-27)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } ؛ أي في نعيمٍ دائمٍ وهو نعيمُ الجنَّة ، { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } ؛ أي على السُّرُر من الدُّرِّ والياقوتِ في القِبَاب المضروبةِ ينظُرون إلى نعيمِ الجنَّة . وَقِيْلَ : إلى أعدائِهم كيف يُعذبون . قَوْلُهُ تَعَالَى : { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } ؛ أي بريقُ النعيمِ ونورهُ ونظارتهُ وبَهجته وحُسنه ، { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ } ؛ أي خمرٌ صافية خالصة من الغشِّ بيضاءُ مختومة بالمسكِ ، قال قتادةُ : ( ( تُمْزَجُ لَهُمْ بالْكَافُور ، وَتُخْتَمُ لَهُمْ بالْمِسْكِ ) ) . وَقِيْلَ : معناهُ : آخِرُ طعمهِ مِسكٌ . وقرأ علقمةُ ( خَاتَمَهُ مِسْكٌ ) أي آخرهُ ، ويقال : معناهُ : أنَّهم إذا شَربوا من ذلك الشَّراب انختمَ ذلك بطعمِ المسكِ ورائحته . ويقال : معنى المختومِ ها هنا أنَّ ذلك الشرابَ في الآخرةِ هو مختومٌ بالمسكِ بدلَ الطِّين الذي يُختم بمثلهِ الشَّراب في الدُّنيا ، فهو مختومٌ بالمسكِ يومَ خَلقهِ الله تعالى لا ينفَكُّ حتى يَدْخُلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ ، فينفكُّ ذلك لَهم تعظيماً لشرابهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } ؛ أي في مثلِ هذا النعيمِ فليَرغب الرَّاغِبون وليجتهد المجتهدون ، لا في النعيمِ الذي هو مكدَّرٌ لسُرعَةِ الفناءِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } ؛ معناهُ : ومِزَاجُ الرَّحيقِ من عَينٍ تنْزلُ عليهم من ساقٍ العرشِ ، سُميت بذلك ؛ لأنَّها تُسنَمُ عليهم ، فتَنصَبُّ انصِباباً من فوقِهم في منازلهم ، ومنهُ سَنَامُ البعيرِ لعُلوِّه من بدنهِ ، وذلك الشَّراب إذا كان أعلاَ كان أطيبَ وأهنأَ .