Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-6)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلَفُوا في الخطاب لِمَن هو ، فروَى عبدُالله بن عِمرانَ : " أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ ثُمَّ قَالَ : " أنَا ذلِكَ الإنْسَانُ ، أنَا أوَّلُ مَنْ تَنْشَقٌُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَجْلِسُ جَالِساً فِي قَبْرِي ، ثُمَّ يُفْتَحُ لِي بَابٌ إلَى السَّمَاءِ بحِيَالِ رَأسِي حَتَّى أنْظُرَ إلَى عَرْشِ رَبي ، ثُمَّ يُفْتَحُ لِي بَابٌ إلَى الأَرْضِ السُّفْلَى حَتَّى أنْظُرَ إلَى الثَّوْر وَالثَّرَى ، ثُمَّ يُفْتَحُ لِي بَابٌ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أنْظُرَ إلَى الْجَنَّةِ وَإلَى مَنَازلِ أصْحَابي ، وَأنَّ الأَرْضَ تَتَحَرَّكُ تَحْتِي فَأَقُولُ لَهَا : مَا لَكِ أيَّتُهَا الأَرْضُ ؟ فَتَقُولُ : إنَّ رَبي أمَرَنِي أنْ أُلْقِيَ مَا فِي جَوْفِي وَأنْ أتَخَلَّى ، فَأَكُونَ كَمَا كُنْتُ إذْ لاَ شَيْءَ فِيَّ " " . والمعنَى على هذا القولِ : إنَّكَ عاملٌ لربكَ عَملاً فمُلاقي ربَّكَ ترجعُ إليه فيُجازيَك . وقال بعضُهم : الخطابُ للمكذِّب بالبعثِ ، وهو أُبَيُّ بن خَلَف الجمحيُّ ، والمعنى : إنَّكَ عاملٌ عَملاً في كُفرِك ، فتُرَدُّ إلى ربكَ في الآخرةِ ، فتلقَى جزاءَ عمَلِكَ . والظاهرُ : أنَّ الخطابَ لجميعِ الناس . والكَدْحُ في اللُّغة هو السَّعيُ الدَّؤُوب في العملِ في الدنيا والآخرة ، قال الشاعرُ : @ فَمَا الدَّهْرُ إلاَّ تَارَتَان فَمِنْهُمَا أمُوتُ وَأُخْرَى أبْتَغِي الْعَيْشَ أكْدَحُ @@ والمعنى : أيُّها الإنسانُ ستَرى جزاءَ ما عمِلتَ من خيرٍ أو شرٍّ ، فانظُرِ اليومَ ماذا تعملُ وفيمَ تُتعِبُ نفسكَ ، فلا تعمَلْ إلاَّ لله حتى تستريحَ من الكَدْحِ .