Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 6-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } ؛ أي سيُقرِؤكَ جبريلُ القرآنَ بأمرِنا فلا تنساهُ ، فلم ينسَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حَرفاً من القرآنِ بعد نُزول هذه الآيةِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } ؛ أي إلاَّ ما شاءَ الله أن تنساهُ ، وهو ما نُسِخَتْ تلاوتهُ ، فنأمُرك ألاَّ تقرأهُ حتى تنساهُ على وجهِ الأيام ، وهذا نسيانُ النَّسخ دون التضييعِ . وَقِيْلَ : إلاَّ ما شاء اللهُ أن تنساهُ ثم تذكره بعد ذلكَ . وَقِيْلَ : إنما ذكرَ الاستثناءَ لتحسين النَّظمِ على عادةِ العرب ، تذكرُ الاستثناءَ عُقيب الكلامِ وهو كقوله تعالى { خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } [ الأنعام : 128 ] ربُّك ، معلومٌ أنَّ اللهَ تعالى لم يشَأْ إخراجَ أهلِ الجنة من الجنَّة ولا إخراجَ أهلِ النار من النار ، ولكن المرادَ به ما ذكرناهُ . وقولهُ تعالى : { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } أي يعلمُ ما يقرؤهُ العباد من القرآنِ ، وما يذكرونَهُ من الذِّكر في سرٍّ أو جهرٍ . وَقِيْلَ : يعلمُ العلانيةَ من القولِ والعمل ، ويعلمُ السرَّ وما يحدِّثُ الإنسان نفسَهُ بعده ، ويعلمُ إعلانَ الصَّدقة وإخفاءَها .