Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 17-17)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه تنبيهٌ على قُدرة اللهِ تعالى ، يقول : أفَلاَ يَرَونَ إلَى الإبلِ مع عِظَمها وشدَّتِها كيف تبرُك إذا أُريدَ ركوبُها فتُحمَلُ عليها وتُركَبُ ، ثم تقومُ فيقودها الصغيرُ وينَخِّيها ويَحمِلُ عليها الحِمْلَ الثقيلَ وهي باركةٌ ، فتنهَضُ بثقلهِ دابةٌ بحملِها ( ( وليس ذلك في شيء من الحيوان ) ) إلا البعير . وَقِيْلَ : في وجه اتصالِ هذه الآية بما قبلَها : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا وصفَ للمشركين سُرُرَ أهلِ الجنة مع علُوِّها وارتفاعِها ، وأنَّها تنحطُّ لصاحبها إذا أرادَ صُعودَها ثم ترتفعُ ، استبعَدُوا ذلك ، فذكرَ الله ما يزيلُ استبعادَهم وكانوا أربابَ إبلٍ ، فأرَاهم دلائلَ توحيدهِ فيما في أيديهم . وتكلَّمَت الحكماءُ في وجه تخصيصِ الإبل من بين سائرِ الحيوانات ، فقال مقاتلُ : ( ( لأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوا بَهِيمَةً قَطُّ أعْظَمَ مِنْهَا ، وَلَمْ يُشَاهِدُوا الْفِيلَ " إلاَّ " الشَّاذ مِنْهُمْ ) ) . وقال الحسنُ : ( ( لأَنَّهَا تَأْكُلُ النَّوَى ، وَتُخْرِجُ اللَّبَنَ ) ) . وَقِيْلَ : لأنَّها مع عِظَمها تلينُ للحملِ الثقيل وتنقادُ للقائدِ الضعيف يذهبُ بها كيفَ شاءَ . وحكى الأُستاذ أبو القاسمِ بن حبيبٍ : أنه رأى في بعض التفاسيرِ : أنَّ فأرةً أخذت بزِمام ناقةٍ ، فجعلتِ الفارةُ تجرُّ الناقةَ وهي تتبَعُها حتى دخلت الجحرَ ، فجَرَّت الزمامَ فبَركت ، فجَرَّته فقرَّبت فمَها من جحرِ الفارةِ ، فسبحان الذي قدَّرها وسخَّرها وذلَّلَها . وقال أبو عمرٍ : ( ( الإبلُ هِيَ السَّحَابُ ، وَهِيَ ألْيَقُ بما بَعْدُ مِنْ ذِكْرِ السَّمَاءِ وَالْجِبَالِ ) ) إلاَّ أنَّ هَذا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ ، وإنما يقولون للسَّحاب : الإبلَّ بتشديدِ اللام .