Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 2-3)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } ؛ أي وجوهٌ يومَ القيامة خاشعةٌ ذليلة ، وهي وجوهُ الكفَرَةِ والمنافقين في الآخرةِ ، { عَامِلَةٌ } ؛ أي تُجَرُّ في النار على وجُوهها ، { نَّاصِبَةٌ } ؛ أي في تعَبٍ وعناء ومشقَّة وبلاءٍ من مُقاساتِ العذاب ، قال الحسنُ : ( ( لَمْ تَخْشَعْ للهِ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ تَعْمَلْ لَهُ ، فَأَخْشَعَهَا فِي الآخِرَةِ وَأعْمَلَهَا وَأنْصَبَهَا بمُعَالَجَةِ الأَغْلاَلِ وَالسَّلاَسِلِ ) ) . وقال قتادةُ : ( ( تَكَبَّرَتْ فِي الدُّنْيَا عَنْ طَاعَةِ اللهِ ، فَأَعْمَلَهَا وَأنْصَبَهَا فِي النَّار ) ) . وقال الضحَّاك : ( ( يُكَلَّفُونَ ارْتِقَاءَ جَبَلٍ مِنْ حَديدٍ فِي النَّار ) ) . والنَّصَبُ : الدَّأبُ فِي العملِ ، وقال عكرمةُ والسديُّ : ( ( عَامِلَةٌ فِي الدُّنْيَا بمَعَاصِي اللهِ ، نَاصِبَةٌ فِي النَّار يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ) . وقال سعيدُ بن جبير : ( ( هُمُ الرُّهْبَانٌ أصْحَابُ الصَّوَامِعِ الَّذِينَ يَتْعَبُونَ وَيَنْصَبُونَ فِي الْعِبَادَةِ ، ثُمَّ لاَ يَخْلصُونَ فِي الآخِرَةِ مِنْ ذلِكَ عَلَى شَيْءٍ لِوُقُوعِ ذلِكَ عَلَى غَيْرِ مُوَافَقَةِ الْعِلْمِ ) ) . ويقالُ : همُ الخوارجُ . ويقال : المرادُ به كلُّ مَن عمِلَ عَملاً ، وخلَطَ بعملهِ ما يُبطِلهُ من ربَا أو شركٍ أو عُجب .