Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 6-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } ؛ قال مجاهدُ وعكرمة وقتادة : ( ( وَهُوَ نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ لاَطِئٍ بالأَرْضِ ، تُسَمِّيهِ قُرَيْشٌ الشِّبْرِقُ حين يكون رطباً ، فَإذا يَبسَ فَهُوَ الضَّرِيعُ ) ) يَصِيرُ عِنْدَ الْيُبْسِ كَأَظْفَار الْهِرَّةِ سُمّاً ، لاَ تَقْرَبُهُ دَابَّةٌ وَإنَّمَا تَأْكُلُهُ الإبلُ فِي الرَّبيعِ مِنْ فَوْقِهِ . وقال ابنُ زيدٍ : ( ( أمَّا فِي الدُّنْيَا فَإنَّ الضَّرِيعَ الشَّوْكُ الْيَابسُ ، وَأمَّا فِي الآخِرَةِ فَهُوَ شَوْكٌ فِي النَّار ) ) . وقال الكلبيُّ : ( ( الضَّرِيعُ لاَ تَقْرَبُهُ دَابَّةٌ ، إذا يَبسَ لاَ يَرْعَاهُ شَيْءٌ ) ) . وقال عطاءُ : ( ( هُوَ شَيْءٌ يَطْرَحُهُ الْبَحْرُ الْمَالِحُ تُسَمِّيهِ أهْلُ الْيَمَنِ الضَّرِيعُ ) ) . وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قالَ : " الضَّرِيعُ شَيْءٌ يَكُونُ فِي النَّار يُشْبهُ الشَّوْكَ أمَرُّ مِنَ الصَّبرِ ، وَأنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ ، وَأشَدُّ حَرّاً مِنَ النَّار ، سَمَّاهُ اللهُ ضَرِيعاً " . وقِيْلَ : إنَّ اللهَ يرسلُ على أهلِ النار الجوعَ حتى يعدلُ ما بهم من العذاب ، فيستَغيثون من الجوعِ فيُغاثون بالضَّريع ، ثم يستَغيثون فيُغاثون بطعامٍ ذِي غُصَّةٍ ، فيذكُرون أنَّهم كانوا يسلِكُون الغصصَ في الدُّنيا بالماءِ ، فيُسقَون فَيَعطشون ألفَ سنةٍ ، ثم يُسقَون من عينٍ آنية لا شربة هنيَّة ولا مريَّة ، فكلَّما أدنَوهُ من وجُوهِهم سلخَ جلودَ وجُوههم وسوَّدَها ، فإذا وصلَ إلى بطونِهم قطَّعَها ، فذلك قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } [ محمد : 15 ] . فلمَّا نزَلت هذه الآيةُ قال المشرِكون : إنَّ إبلَنا لتسمَنُ على الضَّريع ، فأنزلَ اللهُ قولَهُ تعالى : { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ } ؛ وكَذبوا ، فإن الإبلَ لا ترعاهُ إلاّ ما دامَ رَطْباً ، وأما إذا يبسَ فلا تقربهُ دابَّةٌ ، ورَطِبُه يُسمَّى شَبْرَقاً لا ضَريعاً ، والمعنى : لا يُسمَنُ مَن أكلَهُ ولا يسدُّ جوعةً .