Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 17-17)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي حاشَا أن يكون إكرامُ الله لعبادهِ مَقصوراً على توسعةِ النِّعَمِ عليه ، وأن تكون إهانةُ اللهِ لعباده مقصورةٌ على تضييقِ الرزق عليهم ، بل يوسِّعُ الله تعالى النِّعَمَ على من يشاءُ على ما تقتضيه الحكمةُ . قالَ الحسنُ : ( ( أكْذبَهُمْ جَمِيعاً ؛ يَقُولُ : مَا بالْغِنَى أكْرَمْتُ ، وَلاَ بالْفَقْرِ أهَنْتُ ) ) . وقوله { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } معناهُ : لا يعرِفون حقَّ اليتيمِ بالعطيَّة والصدقة ، ولا يحفَظُون مالَهُ عليه ، وفي هذا بيانٌ أنَّ إهانةَ الله إنما تكون بالمعصيةِ لا بما توهَّمَ الكافرُ . وروي أنَّ هذه الآيات نزَلت في أُميَّة بن خلَف ، كان في حجرهِ يتيمٌ كان لا يحسنُ إليه ولا يعرفُ حقَّهُ . ومعنى ( كَلاَّ ) ردٌّ عليه ؛ أي لم أبتليهِ بالغنى لكرامتهِ علَيَّ ، ولم أبتليهِ بالفقرِ لهوانهِ علَيَّ ، والفقرُ والغنَى من تقديرِي وقضائي ، فلا أكْرِمُ من أكرمتهُ بالغنَى ، ولا أهينُ من أهَنتهُ بالفقرِ ، ولكني أكرِمُ مَن أكرمتهُ بطاعتِي ، وأهين منَ أهنتهُ بمعصيتِي . قِيْلَ : معناهُ : أهَنتُ مَن أهنتُ من أجلِ أنه لم يكرِمِ اليتيمَ ، قال صلى الله عليه وسلم : " أنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَينِ فِي الْجَنَّةِ " وقال : " كَافِلُ الْيَتِيمِ كَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ ، وَكَالْقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ " وَ " مَنْ مَسَحَ عَلَى رَأسِ يَتِيمٍ تَعَطُّفاً عَلَيْهِ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ " وقال عيسَى عليه السلام : ( ( الْفَقْرُ مَشَقَّةٌ فِي الدُّنْيَا مَسَرَّةٌ فِي الآخِرَةِ ، وَالْغِنَى مَسَرَّةٌ فِي الدُّنْيَا مَشقَّةٌ فِي الآخِرَةِ ) ) . قرأ ابنُ عامرٍ ( فَقَدَّرَ عَلَيْهِ رزْقَهُ ) بتشديدِ الدال ، وهما لُغتان ، وكان أبو عمرو يقول : ( ( قَدِرَ بمَعْنَى قَتَّرَ ، وَقَدَّرَ هُوَ أنْ يُعْطِيَهُ مَا يَكْفِيهِ ) ) .