Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 67-67)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ } ؛ أي بعضُهم مُضَافٌ إلى بعضهم لاجتماعِهم على الشِّرك والاستهزاءِ بالمسلمين ، كما يقالُ : أنا مِن فلانٍ وفلانٌ منِّي ؛ أي أمْرُنا واحدٌ وكَلِمَتُنَا واحدةٌ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ } ؛ أي بالكُفرِ والمعاصي ، { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ } ؛ أي عن الإيمان والطاعة . وقولهُ تعالى : { وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ } ؛ قال الحسنُ ومجاهد : ( أيْ يُمْسِكُونَهَا عَنِ النَّفَقَةِ فِي الْجِهَادِ ) ، وَقِيْلَ : عنِ الزَّكَوَاتِ المفروضةِ ، وقال قتادةُ : ( عَنِ الْخَيْرَاتِ كُلِّهَا ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } ؛ أي ترَكُوا أمْرَ اللهِ وأعرَضُوا عنه حتى صارَ كالمنسيِّ عندَهم بإعراضِهم عنه ، فترَكَهم اللهُ من رحمتهِ حتى صارُوا كَالْمَنْسِيِّينَ عندَهُ ، وإنْ كان النِّسيانُ مما لا يجوزُ على اللهِ إلاَّ أنه قال ( فَنَسِيَهُمْ ) لمزاوجةِ الكلام ، كما في قوله تعالى : { فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ } [ البقرة : 194 ] ، قال تعالى : { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } [ الشورى : 40 ] ، وقولهُ تعالى : { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } ؛ أي هم المتمرِّدون في الكفرِ والفسقِ وفي كلِّ شيء ، والْمُتَمَرِّدُ فيه وإنْ كان النفاقُ أعظمَ من الفسقِ .