Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 11-12)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } ؛ معناهُ : فلا جادَ بمالهِ بإنفاقه في طاعةِ الله ، وهلاَّ دخلَ في عملِ البرِّ ، وانفقَ مالَهُ في فكِّ الرِّقاب وإطعامِ الجياعِ ليجاوزَ العقبةَ ، فيكون خَيراً له من إنفاقهِ في عداوة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم . وقال مجاهدُ والضحَّاك والكلبيُّ : ( ( يَعْنِي بالْعَقَبَةِ الصِّرَاطَ ، يُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ كَحَدِّ السَّيْفِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ آلاَفٍ سَنَةٍ سَهْلاً وَصُعُوداً وَهُبُوطاً ، بجَنْبَيْهِ كَلاَلِيبُ وَخَطَاطِيفُ كَأَنَّهَا شُوْكُ السَّعْدَانِ ، فَنَاجٍ سَالِمٌ ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ ، وَمُكَرْدَسٌ فِي النَّار مَنْكُوسٌ . وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ كَالْبَرْقِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ كَالرِّيحِ ، وَمِنْهُمْ كَالْفَارسِ ، وَمِنْهُمْ كَالرَّجُلِ يَعْدُو ، وَمِنْهُمْ كَالرَّجُلِ يَمْشِي ، وَمِنْهُمُ مَنْ يَزْحَفُ وَمِنْهُمُ الزَّالِقُ . وَاقْتِحَامُهُ عَلَى الْمُؤْمِنِ كَمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إلَى الْعِشَاءِ ) ) . وقال قتادةُ : ( ( هَذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ تَعَالَى ، يُقَالُ : إنَّ الْمُعْتِقَ وَالْمُطْعِمَ يُقَاحِمُ نَفْسَهُ وَشَيْطَانَهُ مِثْلَ مَنْ يَتَكَلَّفُ صُعُودَهُ ) ) ، قال ابنُ زيدٍ : ( ( مَعْنَى الآيَةِ : فَهَلاَّ سَلَكْتَ الطَّرِيقَ الَّذِي فِيهَا النَّجَاةُ ) ) . ثُمَّ بيَّن ما هي ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } ؛ تعظيمُ لشأنِ العقبةِ ، تقولُ : ما أعلمَكَ يا مُحَمَّدُ بأيِّ شيء تجاوزُ عقبةَ الصِّراط ، قال سُفيان بن عُيَينة : ( ( كُلُّ شَيْءٍ قَالَ اللهُ فِيْهِ : { وَمَآ أَدْرَاكَ } فَإنَّهُ أخْبَرَ بهِ ، وَمَا قَالَ فِيْهِ : ( وَمَا يُدْريكَ ) فَإنَّهُ لَمْ يُخْبرْهُ ) ) .