Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قالت عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : " أوَّلُ مَا بُدِئَ به رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ ، كَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ . ثُمَّ حُببَ إلَيْهِ الْخَلاَءُ ، وَكَانَ يَخْلُو بغَار حِرَاءَ فَيَتَعَبَّدُ فِيْهِ حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَار حِرَاءَ . فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ : اقْرَأ ، فَقَالَ : " مَا أنَا بَقَارئٍ " قَالَ : " فَأَخَذنِي فَغَطَّنِي حَتَّى أخَذ مِنِّي الْجُهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فَقَالَ لِي : اقْرَأ ، فَقُلْتُ : مَا أنَا بقَارئٍ ، فَأَخَذنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ كَذلِكَ ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فَقَالَ لِي : اقْرَأ ، فَقُلْتُ : مَا أنَا بقَارئٍ ، فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقَالَ لِي : { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } . فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يرْجِفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ : " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي " ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، فَأَخْبَرَ خَدِيجَةَ بالْخَبَرِ وَقَالَ : " خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي " . فَانْطَلَقَتْ بهِ خَدِيجَةُ إلى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا ، وَكَانَ امْرِءاً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ مِنَ الإنْجِيلِ بالْعَبْرَانِيَّةِ ، وَكَانَ شَيْخاً كَبيراً قَدْ ضَعُفَ بَصَرُهُ ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أخِيكَ ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلَ : يَا ابْنَ أخِي مَاذا رَأيْتَ ؟ فَأَخْبَرَهُ بَمَا رَأى ، فَقَالَ وَرَقَةُ : هَذا هُوَ النَّامُوسُ الَّذِي نَزَلَ عَلَى مُوسَى ، فَيَا لَيْتَنِي أكُونُ حَيّاً حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟ ! " قَالَ : لَمْ يَأْتِ أحَدٌ بمِثْلِ مَا جِئْتَ بهِ إلاَّ عُودِيَ وَأُوذِيَ ، وَإنْ يُدْركْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْراً مُؤزَّراً . ثُمَّ إنَّ وَرَقَةَ لَمْ يُدْركْ وَقْتَ الدَّعْوَةِ أنْ تُوُفِّي " . واختلَفُوا في الباءِ في قوله { بِٱسْمِ رَبِّكَ } قال بعضُهم : هي زائدةٌ ؛ وتقديرهُ : اقرَأ اسمَ ربكَ ، كما يقالُ : قرأتُ بسُورةِ كذا . وقال بعضُهم : افتحِ القراءةَ بسمِ الله . وَقِيْلَ : معناهُ : اقرأ القرآنَ بعَونِ اللهِ وتوفيقه . وقولهُ تعالى { ٱلَّذِي خَلَقَ } أي خلقَكَ . وَقِيْلَ : خلَقَ الأشياء كلَّها .