Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 110, Ayat: 1-3)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } إلى آخرها . العامل في { إِذَا جَآءَ } على ما تقدم في { إِذَا زُلْزِلَتِ } . والمعنى : إذا جاء - يا محمد - نصر الله إياك على قومك { وَٱلْفَتْحُ } أي فتح مكة . { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ … } في صنوف قبائل العرب { يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } ، أي : الإسلام الذي بَعَثْتُكَ بِه { أَفْوَاجاً } ، أي : زمراً زمراً . قال ابن عباس : " بَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمدِينة إذا قال : الله أكبر ، الله أكبر ، جاء نصر الله والفتح ، جاء أَهْلُ اليَمَنِ . قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ ؟ قال : قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قلُوبُهُمْ ، لَيّنَةٌ [ طِبَاعُهُمْ ] ، الإيمان يَمَانٌ والْحِكْمَة يَمَانِيه " [ قالت عائشة رضي الله عنها : " مَا صَلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاةً بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ : { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } إِلاَّ يَقُولُ فِيهَا : سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي " . وروي عنها " أنه عليه السلام كان يقول ذلك في ركوعه وسجودة يَتَأَوَّلُ القرآن " وسئل عمر عن قوله { وَٱلْفَتْحُ } ، فقال : فتح المدائن والحصون ، فقال لابن عباس : ما تقول ؟ قال : أَجَلْ ، هو مثل ضُرِبَ لمحمد ، نُعِيَتْ له نفسه . وقالت عائشة رضي الله عنها : " كَان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه . قالت : فقلت : يا رسول الله ، أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ! فقال : خبرني ربي جل ثناؤه أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه ، فقد رأيتها ، { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } ، ( فتح ) مكة { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } " . وقال ابن عباس : سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قول الله { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } ، فقالوا : فتح المدائن والقصور / قال : فأنت يا ابن عباس ما تقول ؟ قال : فقلت : هو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم نعيت له نفسه . وروي عنه أنه قال : هذه السورة علم وحد حده ( الله لنبيه ) ونعى له نفسه ، ( أي ) إنك لن تعيش بعد هذا إلا قليلاً . قال قتادة : " والله ، ما عاش بعد ذلك إلا قليلاً ، سنتين ، ثم توفي صلى الله عليه وسلم " . وهو قول ابن مسعود ومجاهد والضحاك ومعنى { وَٱسْتَغْفِرْهُ } : واسأله المغفرة . { إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } . ( أي ) : إن الله لم يزل ذا رجوع لعبده المطيع إلى ما يحب . وقوله : { وَٱسْتَغْفِرْهُ } وقف كاف عند أبي حاتم .