Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 7-10)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ ( لِّلسَّائِلِينَ ) } - إلى قوله - { فَاعِلِينَ } . من قرأ " آية " ، فمعناه : عبرة ، ومن جمع ، فمعناه : عبرة للسائلين ( عن أخبارهم ) ، وقصصهم . وقيل : إن هذه السورة نزلت تسلية من الله تعالى ، لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فيما يلقى من أقاربه من قريش . فأعلمه ما لقي يوسف من إخوته ، ثم قال ذلك ابن إسحاق . ثم قال تعالى : { إِذْ قَالُواْ } العامل في " إذ " معنى الآيات . والعصبة : العشرة فما فوق ذلك إلى خمسة عشر ، وقيل : إلى الأربعين . وقولهم : { إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } : أي لفي خطأ في إيثاره علينا يوسف ، وأخاه من أمه بالمحبة . ومعنى : { مُّبِينٍ } : يبين عن نفسه أنه خطأ لمن تأمَّله فمعناه : أنه ضل في محبتهما ، وتقديمهما علينا ، وَهُمَا صَغِيرَانِ ، ونحن أنفع منهما وأكبر . ولم يصفوه بالضلال في الدين . قال ذلك السدي . ثم حكى عنهم تعالى إنهم قالوا : { ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضاً } أي : في أرض . وجاز حذف الحرف ( منه ) ، على أنه مفعول ثان ، وليس بظرف ، ( و ) لأنه غير مبهم . { يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ } أي : يتفرغ إليكم أبوكم من شغله بيوسف . { وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } : فالهاء في " بعده " تعود على الطرح ، وقيل : على يوسف . وقيل : على القتل : أي : يتوبون من قتله بعد هلاكه . وقال مقاتل : { قَوْماً صَالِحِينَ } : أي : تصلح حالكم ، وأمركم عند أبيكم . قوله : { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ } : نهاهم أحد الإخوة عن القتل ، وأمرهم بطرحه في غيابات الجب . والقائل هذا روبيل كان أكبر القوم ، وهو ابن خالة يوسف ، قال ذلك قتادة ، وابن إسحاق . وقال مجاهد : كان ( القائل ) شمعون ، وقيل : هو يهوذا ، وكان يهوذا من أشدهم في العقل ، وهو الذي قال : { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ } [ يوسف : 80 ] . ومعنى : { كَبِيرُهُمْ } أي كبيرهم في العقل ، قاله مقاتل ، وغيره . قال الضحاك : الذي قال { لاَ تَقْتُلُوهُ } / هو الذي قال : { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِي } [ يوسف : 80 ] . وروي أنه كان ليعقوب صلى الله عليه وسلم ، عشرة من الولد ، من خالة يوسف . وكان له من أم يوسف ولد غير يوسف ، وهو الذي أخذ بالصاع . وروي أنهم كانوا من أربع نسوة . وروي أنه أول من كان وقع في قلوب إخوة يوسف من يوسف صلى الله عليه وسلم ما وقع أنه رأى قبل رؤيته الكو ( ا ) كب ، كأنه خرج مع إخوته يَحْتَطِبُونَ ، فسجدت حزم إخوته لحزمته ، فأخبرهم بذلك . ذلك عليهم . قال قتادة : الجب بئر بيت المقدس . والجب : البئر التي ليست بمطوية ، سميت جُبّاً ، لأنها قُطِعَت قطعاً ، ولم يحدث فيها غير القطع ، ولا طيّ ولا غيره . والجب يذكر ويؤنث . وقرأ الحسن " تلتقطه " بالتاء ، لأن بعض السيارة سيارة ، فأتت على المعنى . ورويت عن مجاهد ، وأبي رجاء ، وقتادة . والمعنى : فأخذه " بعض مارة الطريق من المسافرين " . قال ابن عباس : " التقطه ناس من الأعراب " . { إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } : أي : " إن " كنتم فاعلين ما أقول لكم " .