Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 43-43)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ } . إنما أمروا بهذا لأنهم كانوا يأمرون الناس به ولا يفعلونه ، دل عليه قوله : { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } أي تتركون أنفسكم " . والزكاة النماء والزيادة . سميت بذلك لأنها تنمي المال وتثمره . وروى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رجالاً تُقْرضُ شِفاهُهُمْ بِمَقَاريضَ مِنْ نارٍ ، فَقُلْتُ : يا جِبْريلَ مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فقالَ : هؤلاءِ خُطَباءٌ يأْمرونَ النّاسَ بالبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ " . وقيل : كانوا ينهون الناس عن الكفر بشيء من التوراة والإنجيل ويقولون : تمسكوا بما فيهما ، وهم يكفرون بما يجدونه فيهما من أمر محمد صلى الله عليه وسلم وينقضون ما عهد إليهم في ذلك . وقيل : إنهم كانوا يخبرون الأنصار بصفة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويأمرونهم بالإيمان به ، وهم يؤمنون به قبل مبعثه ، فلما بعث آمنت به الأنصار ، وكفرت به اليهود .