Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 54-54)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : قال فرعون لمن جمع من الناس : إن موسى ومن معه لشرذمة قليلون . والشرذمة الطائفة ، وشرذمة كل شيء بقيته القليلة . قال أبو عبيدة : كانوا ست مائة ألف وسبعين ألفاً فوصفهم بالقلة . قال عبد الله بن شداد بن الهاد : اجتمع يعقوب ، وولده إلى يوسف وهم اثنان وسبعون وخرجوا مع موسى وهم ست مائة ألف غير من مات ، وخرج فرعون على فرس أدهم حصان في عسكره ثمان مائة ألف . قال الزجاج : كانت مقدمة فرعون : سبع مائة ألف ، كل رجل منهم على حصان على رأسه بيضة . وقال قيس بن عباد : كانت مقدمة فرعون ست مائة ألف ، كل رجل منهم على حصان على رأسه بيضة ، في يده حربة وهو خلفهم في الدهم ، فلما انتهى موسى ببني إسرائيل البحر ، قالت بنو إسرائيل : يا موسى أين ما وعدتنا ؟ هذا البحر بين أيدينا ، وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا ، فقال موسى للبحر : إنفلق يا أبا خالد ، فقال : لا أنفلق يا موسى ، أنا أقدم منك خلقاً ، فنودي موسى { أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ } فضربه فانفلق البحر ، وكانوا اثني عشر سبطاً ، فسار لكل سبط طريق ، فلما انتهى أول جنود فرعون إلى البحر ، هابت الخيل البحر ، ومثل الحصان منها وديق فرس ، فوجد ريحها فاشتد ، واتبعته الخيل فلما تتام آخر جنوده في البحر ، وخرج آخر بني إسرائيل ، أمر البحر فانطبق عليهم ، فقالت بنو إسرائيل : ما مات فرعون وما كان ليموت أبداً ، فسمع الله تكذيبهم لنبيه ، فرمى به على الساحل كأنه ثور أحمر فرآه بنو إسرائيل . قال مالك : خرج مع موسى رجلان من التجار إلى البحر ، فلما أتيا إليه قالا له : ماذا أمرك ربك به ؟ قال : أمرني ربي أن أضرب البحر بعصاي هذه فيجف ، فقالا / له : إفعل ما أمرك به ربك فلن يخلفك ، قال ثم ابتدرا إلى البحر ، فألقيا أنفسهما فيه تصديقاً به . قال ابن جريج : أوحى الله جلّ ذكره إلى موسى قبل أن يسري بهم أن اجمع بني إسرائيل كل أربعة أبيات في بيت ، ثم اذبحوا أولاد الضأن فاضربوا بدمائها على الأبواب فإني سآمر الملائكة ألا تدخل بيتاً على بابه دم ، وسآمرهم بقتل أبكار آل فرعون ثم اخبزوا خبزاً فطيراً ، فإنه أسرع لكم ، ثم أسر بعبادي حتى تنهي البحر ، فيأتيك أمري ، ففعل فلما أصبحوا ، قال فرعون : هذا عمل موسى وقومه ، قتلوا أبكارنا ، فأرسل في أثرهم ألف ألف وخمس مائة ألف وخمس مائة ملك مصور ، مع كل ملك ألف رجل ، وخرج فرعون في الكرسي العظيم ، وقال : { إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } ، وكانوا ست مائة ألف ، منهم أبناء عشرين سنة إلى الأربعين . وقال ابن عباس كان مع فرعون يومئذ ألف جبار كلهم عليه تاج ، وكلهم أمير على خيل . قال ابن جريج : كان ثلاثون ألفاً يعني من الملائكة ساقة ، خلف فرعون يحسبون أنهم معهم ، وجبريل عليه السلام أمامهم يرد أوائل الخيل على آخرها ، فأتبعهم حتى انتهوا إلى البحر .