Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 118-118)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ … } . نهى الله المؤمنين أن يتخذوا الكافرين والمنافقين أولياء في هذه الآية . والبطانة : الدخيلة الذين يطلعهم الرجل على سره لأنهم كانوا لا يبقون غاية في التلبيس على المؤمنين ، فأمر الله المؤمنين ألا يداخلوهم . وقيل : البطانة : الأصدقاء ، وقيل : للأخلاء ، والمعنى في ذلك متقارب ومعنى { مِّن دُونِكُمْ } أي : من دون أهل دينكم كما قال : { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } أي : على أهل دينكم { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } أي : لا يقصرون في السوء والشتات بينكم ، وهي البطانة المنهي عنها . { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } أي : يتمنون لكم العنت والشر في أنفسكم ودينكم . وقيل : " ودوا عَنَتَكم ، أي : ما شق عليكم ، وما نزل بكم من مكروه وضر . وأصل هذا أن يقال : أكمة عنوت : إذا كانت طويلة شاقة . ويقال : عنت العظم : إذا انكسر بعد جبر ، ومنه قوله { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ ٱلْعَنَتَ [ مِنْكُمْ ] } [ النساء : 25 ] أي : المشقة . ونزلت هذه الآية في قوم من المسلمين كانوا يخالطون حلفاءهم من اليهود وأهل النفاق منهم ، ويصافونهم المودة قال ذلك ابن عباس . فنهاهم الله أن يصادقوهم دون المؤمنين وأن يستهجوهم في شيء من أمر دينهم فإنهم لا يقصرون في الخبال والشر لهم . وأكثر أهل التفسير على أنها نزلت في النهي عن مصافاة اليهود والمنافقين ومخالطتهم ومصادقتهم وإنشاء الشر إليهم وأخبرهم أنهم يودون كفرهم وإضلالهم وما ينزل بهم من شر . وقوله : { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } هو خبر مستأنف وليس بحال من البطانة . وقد قيل : إن { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } صفة ثانية للبطانة والصفة الأولى { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } . { قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } أي : ظهرت بألسنتهم وهو إقامتهم على الكفر ، أو النفاق ، والذي تخفيه صدورهم من البغضاء والعداوة لكم مما بدا لكم بألسنتهم { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ } أي : العبارات من أمر هؤلاء { إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } عن الله آياته ومواعظه .