Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 128-128)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } الآية . هذا معطوف عند الطبري وغيره على { لِيَقْطَعَ } ، والمعنى عنده : { لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ } [ آل عمران : 127 ] { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } ففي الكلام في قوله تقديم وتأخير . وعند غيره أو بمعنى إلا ، فهي الناصبة بإضمار إن ، ولا تقديم ولا تأخير في الكلام . ومعنى الآية : ليس لك يا محمد من الحكم في عبادي شيء ، أو أتوب عليهم برحمتي إن شئت ، فيؤمنوا أو أعذبهم فيموتوا على كفرهم { فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } أي : قد استحقوا العذاب بظلمهم . وكان سبب نزول هذه الآية " أن النبي عليه السلام لما أصابه بأحد ما أصابه قال كالآيس منهم أن يؤمنوا : " كيف يفلح قوم فعلوا [ هذا ] بنبيهم " وقد كانوا كسروا رباعيته ، وشج ، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول " كيف يفلح قوم خضبوا نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم " ؟ فأنزل الله { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } الآية فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء حين نزلت عليه الآية ، وكان قد دعا عليهم قبل الآية وقال ، في عتبة بن أبي وقاص حين كسرت رباعيته ، ووشاء وجهه فقال " اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافراً " فما حال عليه [ الحول ] حتى مات كافراً " . وقال ابن عمر : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم العن أبا سفيان ، اللهم العن الحارث بن هشام ، اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } الآية " . وروى أبو بكر بن عبد الرحمان بن الحارث بن هشام " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى الفجر فلما رفع رأسه من الركعة الثانية قال : اللهم انجِ عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام ، والوليد بن الوليد ، اللهم أنج المستضعفين من المسلمين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم سنين كسني يوسف فأنزل الله { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } الآية " وروى ذلك أبو هريرة أيضاً - عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه قال : " واجعلها عليهم سنين كسني يوسف ، وزاد فيها الدعاء على قوم آخرين " ، فلما نزلت { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } ترك ذلك . وروى ابن وهب عن رجاله يرفعه إلى النبي عليه السلام " أنه كان يدعو على مضر إذ جاء جبريل صلى الله عليه وسلم فأومأ إليه أن اسكت ، فسكت فقال يا محمد : إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً ، وإنما بعثك رحمة ، ولم يبعثك عذاباً { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } قال : ثم علمه القنوت " اللهم إنا نستعينك … إلى آخره ملحق " . وقال بعض الكوفيين : إن هذه الآية ناسخة للقنوت الذي كان النبي عليه السلام جعله في صلاة الصبح ، وأكثر الناس على أنه ليس بمنسوخ .