Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 135-135)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } الآية . هذا كله من نعت المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض . وروي عن جابر أنه قال : الفاحشة هنا : الزنا وكذلك ( قال ) السدي . وقيل : هي كل فعل قبح [ في ] الشر [ ع ] . ومعنى { أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } : فعلوا غير الذي ينبغي . قال النخعي : الظلم من الفاحشة والفاحشة من الظلم . ومعنى { فَٱسْتَغْفَرُواْ } أي : استدعوا الغفران من الله عز وجل وهو الستر على فعلهم { وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } أي : من يسترها على فاعلها إلا الله . وقال عطاء بن أبي رباح : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " يا نبي الله ، بنو إسرائيل أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه [ على بابه ] مكتوبة : أجدع أنفك ، افعل كذا ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت { سَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } … إلى قوله : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بخير من ذلكم ؟ ثم قرأ الآيات . فقيل : إنها خصوص أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن بني إسرائيل كانت تمتحن على ذنوبها ، وتعاقب عليها في الدنيا " . قال ثابت البناني لما نزلت . { وَمَن يَعْمَلْ سُوۤءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ } الآية : بكى إبليس فزعاً منها ، قال : وبلغني أنه بكى حين نزلت { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } الآية . قال علي بن أبي طالب : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ينفعني الله منه بما يشاء أن ينفعني ، وإذا حدثني رجل من أصحابه استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر ، وصدق أبو بكر قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من رجل يذنب ذنباً ، ثم يقوم فيتطهر ، فيحسن الطهور ، ثم يستغفر الله إلا غفر له " ثم تلى هذه الآية { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } . وروي عنه زيادة في هذا الحديث وهو أنه قال : ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر . وروي أن هذه الآية نزلت في نبهان التمار أتته امرأة حسناء تبتاع منه ثمراً فضرب على عجزها فقالت : والله ما حفظت غيبة أخيك ، ولا نلت حاجتك ؟ فأُسقط في يده ، فذهب إلى أبي بكر فقال له : إياك أن تكون امرأة غازٍ . ثم قال له عمر مثل ذلك ، وقال النبي عليه السلام مثل ذلك ، فذهب يبكي فنزلت في اليوم الرابع { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } الآية . وقال النبي عليه السلام : " إن الله يغضب للغزاة كما يغضب للمرسلين ويستجيب لهم كما يستجيب للمرسلين " . وروي أن نبهان التمار أقام ثلاثة أيام صائماً حزيناً يبكي على ذنبه ، فلما نزلت الآية أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بها فشكر الله ، ثم قال : يا نبي الله هذه توبتي قبلها الله مني ، فكيف حتى يتقبل شكري ؟ فأنزل الله { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ } [ هود : 114 ] الآية . ومعنى { ذَكَرُواْ ٱللَّهَ } [ أي ] : ذكروا نهي الله عما ركبوا وما أحدثوا فاستغفروا { لَمْ يُصِرُّواْ } أي : لم يتمادوا ولم يثبتوا على ما فعلوا . وقيل { لَمْ يُصِرُّواْ } أي : لم يسكتوا عن الاستغفار قاله السدي . والمعنى عند أكثر المفسرين ، وأهل اللغة لم يقيموا متعمدين على الذنب ، وترك التوبة منه . وقال الحسن : المعنى لم يواقعوه إذ هموا به ، جعل الآتي للذنب مصراً في حال إتيانه ، وهو بعيد عند أهل اللغة ، وقد روي عن النبي عليه السلام أنه قال : " ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة " . وقال السدي : معنى { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي : لم يقيموا على ترك الاستغفار وهم يعلمون [ أنهم اذنبوا . وقيل : المعنى وهم يعلمون أن الذي أتوا معصية . وقيل المعنى { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ] أنهم إن تابوا تاب الله عليهم . وقيل المعنى : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } إني معاقب على الإصرار . وقيل : المعنى : وهم يذكرون ذنوبهم .